درنة تتظاهر ضد التدخل التركي وترفض بشدة العودة لسنوات الإرهاب

درنة عانت لسنوات من الإرهاب القادم والممول من الخارج

أخبار ليبيا24

اليوم وبعد أن عاشوا، قبل تحريرهم من التنظيمات الإرهابية ومرتزقتها، رهائن داخل مدينتهم ومناطقهم، أصبح أهل درنة قادرين عن التعبير عن مواقفهم وتطلعاتهم وأمانيهم في مختلف القضايا.

ولأنهم عانوا كثيرًا خلال تلك الحقبة السوداء مقيدين بالصمت المفروض عليهم قسرًا من قبل الجماعات الإرهابية التي كانت تتلقى دعمًا خارجية؛ فقد نظموا، اليوم الأربعاء، بساحة مسجد الصحابة في درنة مظاهرة منددة باستمرار التدخل التركي في ليبيا وللتنديد بالاتفاقية المُبرمة بين حكومة الوفاق وتركيا.

واحتشد أهالي درنة، وسط ساحة المسجد رافعين لافتات وشعارات منددة بالتدخل التركي في الشأن الليبي واستمرار دعمها العلني للجماعات المسلحة لمواجهة الجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب والمجموعات المسلحة والإجرامية في ليبيا.

ورفع المتظاهرين لافتات، رافضة بقوة للتدخلات الأجنبية في الشأن الليبي، حيث كتبت على إحداها عبارة، تقول: “لا للخيانة لا للاستقواء بالعصملي وتاريخه الظالم”، وذلك في إشارة إلى رفضهم لاستعانة حكومة الوفاق ومحاولة استقوائها بتركيا ضد الجيش الوطني، خاصة بعد الاتفاق المُبرم بينهما.

ولولا تحررها من الإرهاب الذي جثم عليها لسنوات، ما كان لأهالي درنة الخروج اليوم للتعبير عن آرائهم السياسية وعن رفضهم القاطع لأي تدخلات أجنبية في ليبيا.

وفي غضون ذلك، جدّد أهالي درنة المتظاهرين دعمهم الكامل للجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب والجماعات المسلحة، كما أكدوا على دعمه له في التصدي للتدخلات الخارجية، والتي من بينها التدخل التركي، عن طريق تعزيز قدرات المجموعات المسلحة، التي يسعى الجيش الليبي إنهائها بتحرير العاصمة طرابلس واستعادة الدولة الليبية.

وحملت شعاراتهم موقفاً شعبياً رافضاً للتدخل التركي مع التمسك بنصرة الجيش الوطني ومباركته على الانتصارات التي حققها في حربه ضد الإرهاب، الذي عانت منه درنة لسنوات طويلة.

وبالعودة إلى التدخل التركي في ليبيا، فقد وقعت حكومة الوفاق وتركيا في 27 أكتوبر اتفاقية أمنية أثارت ردودًا صاخبة ترفضها، لكونها غير قانونية لا يمكن القبول كونها ستجعل من ليبيا تحت وصاية تركيا، التي تطمح من خلال هذه الاتفاقية إلى تنفيذ مآربها العسكرية والسياسية ومطامعها الاقتصادية لنهب خيرات هذا ليبيا وثرواتها.

وكان أردوغان قد أشار بعد أسبوع من توقيع الاتفاقية المرفوضة محليًا ودوليًا إلى استعداد حكومته، التي طالما أثبتت دعمها للمجموعات المسلحة التابعة لجماعات تيار الإسلام السياسي المتطرف، للنظر في أي طلب للتدخل العسكري يرد من حكومة الوفاق الوطني، وهو ما اعترض عليه أهالي درنة كغيرهم من الليبيين بشدة، من خلال الصور والعبارات التي رفعوها وهتفوا بها خلال المظاهرة.

وسبق أن أكد أردوغان في يونيو الماضي أن بلاده تزود حكومة الوفاق بأسلحة، معتبرا أن تلك المعدات العسكرية سمحت لطرابلس “بإعادة التوازن” في مواجهة الجيش الوطني.

وقد ظهرت ملامح الدعم والتمويل التركي للمجموعات المسلحة والمتطرفة منذ عام 2014 بعد إطلاق الجيش الوطني في بنغازي لمعركة شاملة للقضاء على الإرهاب.

ومن الواضح؛ فإن أهالي درنة الذين عانوا من الإرهاب الممول من الخارج يرفضون العودة لتلك الحقبة التي عانوا فيها كثيرًا من عمليات الاغتيال والذبح وقطع الرؤوس والتهجير والإخفاء القسري والتعذيب.

 

 

 

 

Exit mobile version