جرائم الارهابالأخبارليبيا

قُتل أخوه بدرنة واغتيل الآخر في بنغازي وهُجّر الثالث لتهديده.. “محمد” يروي كيف كانت معاناتهم مع داعش؟

تعرضت لمضايقات وتهديدات لا تحصى ولا تعد من قبل العناصر الأجنبية بداعش من جنسيات سودانية وموريتانية

أخبار ليبيا 24 – خاصّ

تعيش ليبيا منذ ثورة فبراير التي انطلقت عام 2011، أزمة سياسية حادة، أدت إلى انقسام سياسي ومؤسستي، وتدهور الأوضاع الأمنية؛ بسبب انعدام أجهزة الأمن والشرطة، إضافة إلى تأثيرها بشكل سلبي على القطاعين الاقتصادي والتعليمي والجانبين الاجتماعي والإنساني.

وامتدت فترة هذه الأزمة إلى وقتنا الحاضر، مما جعل البلاد مطعما للمجموعات الإرهابية والمتطرفين لإقامة دولتهم، وبدأوا في تنفيذ مشروعهم الفاشل، وأصبح الإرهابيون الأجانب يتوافدون إلى ليبيا من كل حدب وصوب؛ لدعم زملائهم المتطرفين بداخل البلاد ، حتى يقيموا مخططا مرفوضا من قبل كافة أطياف الشعب الليبي.

وحاولت العناصر الأجنبية من تنظيم الدولة “داعش” تعزيز  قوة الأعمال الإجرامية للتنظيم في ليبيا؛ لإثارة الرعب والخوف في قلوب الآمنيين من المدنيين، وفرض أفكارهم الهدامة وإقامة دولتهم في بعض المدن الليبية من بينها مدينتي بنغازي ودرنة اللاتي شهدتا توافد العدد الأكبر من العناصر الأجنبية لداعش.

وهنا يروي لنا أحد الشباب، الذي تعرض للأذى كثيرا من إجرام التنظيم الإرهابي في البلاد المدعوم من قبل عناصر أجنبية، وذلك عندما قتل شقيقه في درنة بـ28 طلقة نارية، واغتيل أخوه الآخر في بنغازي بعبوة لاصقة، وهُجّر هو وأخوه الثالث.

“محمد صلاح الصوينعي” من مدينة درنة تحدث لوكالة أخبار ليبيا 24 عن شقيقه حمزة (مواليد 1983) الذي كان يعمل بجهاز الحرس البلدي، واغتيل في الأول من يوليو عام 2011، رميا بالرصاص بعدد 28 طلقة أودت بحياته فورا.

وقال محمد: “عند الساعة الثامنة من مساء يوم الجمعة، سمعنا أصوات إطلاق ناري، ولم نكن نتوقع أن هذه الرصاصات اخترقت جسد شقيقي، إلى أن جاء جيراننا وأبلغونا أن شقيقي حمزة قد استهدفه الإرهابيون بطلق ناري ونقل إلى المستشفى، فتوجهنا سريعا إلى مستشفى الهريش لنجده جثة ساكنة واكتفينا بإقامة المأتم”.

ولم ينجُ أبناء الصوينعي من أفعال الإرهابيين وكيدهم الإجرامي، حينما اغتيل أخوهم من والدتهم “إمراجع العريبي” في بنغازي بعبوة لاصقة وضعت في سيارته، وأوضح محمد أن شقيقه إمراجع كان يعمل بجهاز البحث الجنائي.

وأضاف “محمد” في سياق حديثه عن الذي تعرضوا له من داعش، أن شقيقه الآخر “طلال” الذي كان يعمل بجهاز الأمن الداخلي أبلغهم بتلقيه عدة تهديدات من تنظيم داعش بالقتل والاغتيال بتهمة أنه يعمل في الأمن الداخلي، الذي يعتبره عناصر التنظيم كفرا ويُجيزون قتل كل من يعمل في إحدى الأجهزة الأمنية.

وتابع محمد بالقول: “هاجر أخي طلال بسبب التهديدات وتعرضت لمضايقات لا تحصى ولا تعد من قبل العناصر الأجنبية في التنظيم وكانوا من جنسيات سودانية وموريتانية، وذلك حينما كانوا يتمركزون في بوابة الفتائح شرق مدينة درنة بسبب عمي الذي يعمل طيارا بسلاح الجو وأخي الذي يعمل في جهاز الأمن الداخلي”.

وأشار “محمد الصوينعي” إلى أنه كان يتعرض إلى مضايقات وتهديدات من العناصر الأجنبية في التنظيم الإرهابي أثناء توجهه إلى منطقة مرتوبة جنوب درنة، حيث تقيم شقيقته وعمه وأثناء عودته منها، وقال محمد: “تعرضت للضرب على يد الإرهابين الأجانب مما دفعني ذلك إلى مغادرة درنة والتوجه نحو مدينة البيضاء للمكوث بها”.

وواصل محمد حديثه عن معانته بسبب الإرهاب بالقول: “بعد إقامتي في البيضاء لقرابة عامين، عدت إلى درنة وبدأت أتعاون مع القوات المسلحة للجيش الوطني التي تحاصر المدينة بتزويدهم بالمعلومات عن الإرهابيين الموجودين داخل درنة إلى أن تحررت المدينة من قبضة الإرهاب”، وتعود إلى حياتها الطبيعية ويعيش محمد مع بقية أفراد أسرته الذي نجوا من الإرهاب في أمان وسلام.

ويؤكد ما رواه محمد لأخبار ليبيا 24، أن العناصر الأجنبية من الإرهابيين يلعبون دورا بارزا في الجرائم التي يرتكبها تنظيم داعش في ليبيا التي تستهدف كافة الليبيين دون استثناء للقضاء عليهم ويشكلون خطرا كبيرا على حياتهم، لتحقيق مصالحهم وتوطيد أفكارهم المتطرفة وخلق الفوضى في البلاد.

ولكن الليبيون أجمعوا على دحر الإرهابيين بمختلف جنسياتهم وأطيافهم والقضاء على الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه في جميع المدن؛ بسبب أفعالهم وجرائمهم، وهذا ما تحقق بفضل تضحيات شبابها وصبر أهلها المساندة لقوات الجيش الوطني.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى