الخبر وصلني كالصّاعقة..أم ثكلى تروي لـ”أخبار ليبيا24″.. إرهابي “تشادي” اغتال ابني ولا شيء يغلى على الوطن

أخبار ليبيا24- خاصّ

تقلد الإرهابيون الأجانب عقب وصولهم إلى ليبيا، مناصب قيادية من أمراء إلى الشرعيين والقضاة وغيرها من مناصبهم الوهمية التي من خلالها يجنون الأموال وبالعملات الصعبة.

تحصل الأجانب الإرهابيين على مزايا لم يتحصل عليها زملاؤهم من الليبيين، الذين كانوا مجرد حرس وأفراد مهامهم تنفيذ الأحكام والجرائم البشعة باسم الدين في حق من يرفضهم من الليبيين.

وادعى الإرهابيون الذين جاءوا إلى ليبيا أنهم جاءوا باسم الدين وبحجة تطبيق شرع الله، في البلد الذي يعتبر من أكثر البلدان المسلمة المحافظة والوسطية، فكيف يتركون الفسق والمجون في بلدانهم ويدعون تطبيق شرع الله في ليبيا.

هرب من هؤلاء الإرهابيون الأجانب من استطاع الفرار وقتل من قتل وغيرهم تم القبض عليهم، وكانوا هم أول الهاربين وحتى من تبقى منهم للحظات الأخيرة في المواجهات ضد القوات المسلحة، حاول دفع الأموال التي جناها من جرائمه من أجل تهريبه من محاور القتال.

تشادي ادعى أنه يريد تطبيق شرع الله، تجرأ وقام باغتيال أحد شباب مدينة درنة، والذي أعلن رفضه للإرهابيين وعقائدهم وأفاكارهم الإجرامية التي لاتمت للإسلام بأي صلة.

الشاب أحمد الناجي خير الله رافع مواليد (1990) مدني يحمل مؤهل دبلوم عالي هندسة قسم مساحة يعمل في مقهى بمدينة درنة من خيرة شباب درنة، أخلاقًا ووطنية وإيثار، قتلته التنظيمات الإرهابية لأنه قال لهم “لا”.

تروي أمه، الأم المكلومة عازة أحمد الجميلي لـ”أخبار ليبيا24″ عن ابنها فتقول :”كان لأبني أمنيتان الأولى أن يرى قوات الجيش في مدينة درنة وتعود مؤسسات الدولة للمدينة، وأمنيته الثانية أن يتم تعيينه في أحد المصالح الحكومية”.

وتتابع “الجميلي” وقد امتلأت عيناها بالدموع :”للأسف لم يشاهد ما تمنى وهو على قيد الحياة”.

وتقول السيدة عازة :”سألني ابني ـ رحمة الله عليه ـ ماذا ستفعلين عند دخول قوات الجيش لدرنة فقلت له سأقوم بالطهي للقوات المسلحة، كنا ننتظر دخولها إلى درنة بفارغ الصبر”.

وتتابع الجميلي :”تحققت أمنيتا أحمد، فيوم اغتياله وصلته رسالة مباشرة عمله في شركة البريقة، والثانية دخول القوات المسلحة لدرنة وتحريرها من الجماعات الإرهابية التي عاثت في المدينة فسادا وقتلا وتشريدا وذبحا”.

وتواصل الأم حديثها :”قتل أحمد في حي الـ 400 في درنة يوم 27 . 8 . 2015 م في ذلك الوقت كانت درنة تمر بأوقات جدًا صعبة، فالإرهاب يحيط بها من كل الاتجاهات داعش أبوسليم البتار أنصار الشريعة”.

وتقول :”ابني خرج في مظاهرات تطالب بدخول القوات المسلحة إلى مدينة درنة وتحريرها من سطوة الجماعات الإرهابية المارقة وصتله تهديدات بعد تلك المظاهرات العارمة التي حدثت في درنة تطالب بالجيش والشرطة”.

وتؤكد بالقول:” لم يخرج أحمد بعد تلك التهديدات من المنزل طيلة ثلاثة أيام متتالية ولم يخبرني ما السبب”.

وتتابع الجميلي :”تفاجأت في وقت لاحق بأن ابني تلقى تهديدا مباشرا مفاده صورتك في المظاهرات التي ضدنا موجودة وبعثوا له بالصورة ووضعوا دائرة حمراء على صورته، وهو في المظاهرة وأبلغوه أن دمه مهدور وسيتم اغتيالك وباقي الألفاظ المتعارف عليها من قبل الجماعات الإرهابية”.

وتواصل السيدة عازة :”بعد أن انقسم تنظيم أبوسليم وداعش وبدأت المعارك بينهم وهب شباب مدينة درنة لقتال داعش واستثمرت أبوسليم انتصار شباب درنة لصالحها كون التنظيم معد مسبقا وسطوته الإرهابية كانت ظاهرة”.

وتؤكد بالقول :”كنت دائما أحذره أن ينتبه لنفسه وألا يخرج مع أي أحد كان يصر على مواجهة الإرهاب بأي شكل كان، وعندما أنصحه وأقول له انتبه لنفسك أو لا تخرج كان يرد علي قائلا “لو كل شاب منعته أمه من الخروج من سيقاوم الإرهابيين “.

وتقول الجميلي :”كان كلما يسمع بشاب من درنة تم اغتياله يصاب بحالة لا يعلمها إلا الله يوم ملحمة آل الحرير كان في حالة يرثى لها”.

وتتابع الأم :”يوم  قتل ابني في حي الـ 400 علمنا أن من قتله شخص تشادي الجنسية، منتمي لهذه التنظيمات الإرهابية اغتيل أحمد بدم بارد فقط لأنه قال لا للإرهاب، وصل لمستشفى الهريش وكانت آخر كلماتها أن نطق الشهادة”.

وتؤكد الجميلي:” لا أنكر أن الخبر وصلني كالصاعقة ولا يغلى شيء على الوطن، لكن الفقد مر والغدر أمر، أيضًا ابنتي “أميرة” كانت ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي وتكتب ضد الجماعات الإرهابية، وصلها تهديد مما يسمى جهاز الدعم الإلكتروني التابع لتنظيم أبوسليم”.

وتضيف السيدة عازة :”نص الرسالة “يا عبدة الكرامة احذري احذري احذري” وتم قفل صفحتها من التنظيمات الإرهابية، ولكن ما يواسينا أن درنة عادت لحضن الوطن وأن الدولة نهضت بمؤسساتها “.

وتختتم حديثها :”الشيء الوحيد الذي أريده، أن يذكر التاريخ ابني أحمد، وتوثيق ما مررنا به من خلال وكالة “أخبار ليبيا24″ وهذا شيء رفع من روحي المعنوية”.

Exit mobile version