عرف بـ”المقنع” اغتالوا أخاه قبل زفافه بأيام..فأسقط أكثر من 75 إرهابي من درنة

منذ البداية رفض الليبيون الجماعات المتطرفة وخرجوا ليعلنوا رفضهم لها وعدم قبولهم بينهم

أخبار ليبيا24- خاص

ارتكب الإرهابيون أبشع الجرائم، في حق خصومهم من المدنيين والعسكريين الذين أعلنوا رفضهم لفكر هذه المجموعات المتطرفة المستوردة من الخارج، فلم يراعوا شرائع سماوية ولا قوانين وضعية، ولم يحسبوا للأشهر الحرم حسابا، ولا أعمار ضحايهم ولا جنسهم.

منذ البداية رفض الليبيون الجماعات المتطرفة، وخرجوا ليعلنوا رفضهم لها وعدم قبولهم بينهم لأنهم يعلمون جيدًا أنهم شر لا تصح معه حياة سوية، وبوجودهم تأثرت حياة المواطنين من جميع النواحي الاقتصادية والثقافية والتعليمية.

ورغم كل الجرائم التي ارتكبها الإرهابيون في حق الليبيين إلا أنهم لم يجبنوا ولم يتوقفوا عن رفضه بل ما زادتهم هذه الجرائم إلا قوة وعزيمة ودعما للقوات المسلحة التي أعلنت الحرب عليهم بعد تفشي القتل والتعذيب والخطف من قبلهم.

وضمن سلسلة القصص التي تتناولها “أخبار ليبيا24″  حول جرائم الإرهاب في ليبيا، نسرد اليوم قصة أحد الشباب من مدينة درنة أخوه قتل قبل زفافه بخمس أيام وهدد وصودرت أملاكهم من قبل تنظيم داعش وهجر من درنة وعمل متخفيا في بوابة الظهر الحمر وعرف بـ”المقنع”.

يقول محمد فرج رزق مدير مكتب الشؤون الاجتماعية بدرنة :”بعد ثورة فبراير كنا نأمل أن تأتي بالإصلاح والحياة الكريمة للمواطن لكننا بدأنا في بركة الدم وتوغل الإرهاب”.

ويضيف رزق :”أتمنى أن تكون هي السبع السنين العجاف، فمنذ بداية فبراير ظهرت ملامح الإرهاب في إشارات أولى في الغل والتطرف في ساحات مدينة درنة للأسف كنا متعاطفين مع الجماعات الإسلامية فقد كان نظام القذافي يشدد الخناق عليهم”.

ويتابع :”بدأت الاغتيالات في درنة بكل وحشية حتى طالت رجال القضاء والإعلاميين والنشطاء والعسكريين، سيطرت كتيبة أبوسليم على درنة مداخلها ومخارجها وهم من سكان درنة فلم يكن في البدايات أي عناصر أجنبية”.

ويواصل محمد :”انطلقت مع كتيبة أبوسليم كتيبة عسكرية من أفراد الجيش هي كتيبة الشهيد “ناصر مذكور” أحد رفاق اللواء المغدور عبدالفتاح يونس لكن هذه الكتيبة حوربت واستهدفت وطال أفرادها الاغتيالات وانضمت للصاعقة وغادرت درنة إلى بنغازي ومنها إلى سبها”.

ويضيف رزق :”بعد تفرق أعضائها وتفردت أبوسليم بدرنة كان أخي أحد أفراد هذه الكتيبة بدأت عملية الكرامة كلفه اللواء ونيس بوخمادة بشراء الأسلحة من المدينة أولا لغرض تفريغها من السلاح وثانيا لتسليح القوات الخاصة”.

ويقول محمد :”كنا نجهز لزفاف أخي، وقررنا أن نخرجه من درنة بعد أن يتم زفافه، إلا أن الإرهابيين حرمونا الفرح واغتالوه قبل زفافه بأربعة أيام حيث اغتيل في 12 أكتوبر 2014، وموعد زفافه كان في 16 أكتوبر”.

محمد فرج رزق
محمد فرج رزق

يتابع رزق مستذكرًا :”لأول مرة يخرج أخي بدون سلاحه الشخصي وصل إلى زاوية “بن عيسى” الساعة الخامسة مساء رغم الازدحام إلا أن الإرهابيين أقدموا على جريمتهم البشعة”.

ويواصل محمد :”وقفت سيارة “هيونداي فيرنا” بيضاء فيها علامة مميزة نأتي لذكرها لاحقا وسيارة معتمة بالكامل ترجل من السيارة شابين صغار السن من هيئتهم كما وصف لنا، أحدهم بشرته سمراء انتبه لهم أخي قفز للكرسي الخلفي حاصروه أطلقوا عليه ست رصاصات وغادروا فورا بسيارتهم”.

ويقول رزق :”بقي أخي أكثر من ربع ساعة في السيارة قبل أن ينقل لمستشفى الهريش، أقمنا المأتم، وكلنا ألم لكننا نتتبع السيارة ونبحث عنها بعلامتها المميزة، بدأت مضايقة أبناء عمي كونهم في القوات المسلحة والشرطة وتم تضمين اسم ابن عمي وهو رائد عبد العظيم بورزق في الهيئات القضائية وصلاح بورزق في قائمة الاستتابة وخلال ثلاثة أيام إن لم يحضروا للوالي ليستتابوا، سيصلبون وتصادر أملاكهم وتسبى نساؤهم، وتدخل عمي وأمرهم بالخروج من درنة وخرجوا مهجرين “.

ويضيف :”استمريت في متابعة السيارة التي اغتالت أخي وكنت أظن أني من أترصدهم فإذا بهم هم من يترصدني وأرادوا أن يوصلوا رسالة لي حيث كنت أقف بمحل مع صديقي فإذا بالسيارة المعنية تقف أمام المحل لينظر إلى سائقها للحظات، ثم ينطلق انطلقت بسيارتي ووقفت على صيدلية لأفاجأ بسيارتين تحاصر سيارتي من أمامي وخلفي”.

ويواصل :”لم أقم بأي ردة فعل قمت بتشغيل السيارة وتحركت قليلًا ثم انطلقت بسرعة لحقتني إحدى السيارات ودخلت شارع “الفتشات” ولجأت لاضاءة المصرف العقاري حتى لحق بي أبناء عمي وقمت بتغيبر سيارتي”.

ويتابع محمد :”أنا أسكن وادي الناقة غرب درنة بعد البوابة الغربية وكان الوقت ليلا ومعي أسرتي وأثناء عودتي للبيت وجدت السيارة “الهونداي” التي لحقتني تقف عند مصيف 1805 بمدخل درنة وكأنها تنتظر مرور سيارتي فهذه طريق عودتي لكن من بها لم يدرك أنني استبدلت سيارتي بسيارة أين عمي”.

ويقول :”في صباح اليوم التالي وأنا متواجد بمنزلي اتصل بي ابني عمي عبد العزيز وقال لي إن الارهابيين اقتحموا منزل عمي جبريل هنا تخوفت أن يكون بالمنزل أي مستندات أو ملفات لعملنا وتخوفت من معلومات تقع بأيديهم عن تعاملنا مع القوات المسلحة تزاحمت الأفكار في رأسي فطمأنني ابن عمي هاتفيا بأنهم أحرقوا كل المستندات والملفات الخاصة بدعمنا للقوات المسلحة”.

ويؤكد بالقول :”وبعد قليل وردني اتصال آخر من ابن عمي داخل درنة ليخبرني أن منازل أبناء عمي وعمي استولى عليها الإرهابيون وادعوا أنها منازل للمرتدين وأصبحت ملكًا لما قالوا إنها الدولة الإسلامية”.

ويضيف رزق :”توجهت فورا إلى مقرهم باللجنة الشعبية لشعبية درنة سابقا كانت معاملة مزرية وانتظرت لأكثر من ساعتين ثم دخلت وجدت من يسمى “القاضي” ومعه الإرهابي مراد السبع والإرهابي بشار الدرسي والإرهابي باسط الشاعري فأخبرتهم بأي حق تصادرون أملاك عمي وأبنائه فقال لي هؤلاء مرتدون ويدعمون الجيش فقلت له عمي يصلي وأدى فريضة الحج وإذا كان مرتدًا هو وأبناؤه فلهم ورثة وزوجات وأبناء وأقارب هم أولى بأملاكهم فقال لي إنهم مستباحين بزوجاتهم وأبنائهم وأملاكهم”.

ويضيف محمد :”تطور النقاش وقلت لهم أنا اسمي فلان لم أسرق يوما ولم أكذب ولست ابن زنى أقصد أن كل وصف من الأوصاف التي ذكرته أقصد به أحد الجالسين مع القاضي بطريقة غير مباشرة فقال لي النقاش معك لا يجدي وطردني من مكتبه، خرجت فلحقني شخص هم من أرسله وقال لي بطريقة غير مباشرة اسمع نصيحتي وأخرج من درنة لفترة لكني رفضت”.

ويؤكد بالقول :”نحن لدينا جمعية استهلاكية وأغلب مساهميها من منطقة عين مارة ولأن منطقة عين مارة كلها داعمة للقوات المسلحة لا يستطيعون الحضور إلى درنة فما كان مني إلا أن قمت بتكييس السلع وقسمتها واستأجرت سيارة نقل لأنقل السلع التموينية إلى عين مارة وأعطيت رقم هاتف قريبي رحمة الله عليه “إدريس حرادة” والتابع للقوات المسلحة والمعروف لدى التنظيمات الإرهابية بالاسم إلى سائق السيارة التي تنقل السلع ليتصل به ويسلمه السلع التموينية”.

ويواصل رزق في رواية تلك الأحداث قائلا :”ذهبت لمنزلي في وادي الناقة مع ابن عمي ناصر فإذا بزوجتي تطرق الباب من الداخل وتخبرني بأن الاتصالات الواردة لهاتفي لم تتوقف حيث كنت أقوم بشحنه، فوجدت السائق قد اتصل بي أكثر من عشر مرات اتصلت به فورا ليرد علي صوت رجل آخر ويقول لي “أنت تدعم الكرامة يا مرتد” سألته من أنت وقلت له ماذا تقول؟ اتصلت بأصدقاء وأقارب وأبلغتهم بما حدث:”

ويضيف :”توجهت إلى بوابة الفتايح وعلى ضوء السيارة وجدت تجمع كبير للإرهابيين نزلت من السيارة وتبدأ الأصوات يامرتد يا مرتد يا ظالم إلى أن حضر شخص ويفتح له الطريق من الواقفين كأنني في فيلم فسألني أنت من بعث التموين قلت له نعم كرر ما قصته ولماذا ترسله لعين مارة فأخبرته أنه لدينا جمعية استهلاكية وهذا تموين أرسله للمساهمين الذين هم في الأصل أبناء عمومتي لأن الطريق مغلق ولا يستطيعون الحضور”.

ويقول محمد :”من حسن الحظ أن السلعة مكيسىة، وسألني ما قصة هاتف المرتد “بوحرادة” فقلت له هذا قريبي وأعطيت رقمه للسائق تفاديا لحدوث أي مشكلة معه قال لي سألنا عليك وعليك بعض الملاحظات بعد مقتل أخيك أنت تذم عناصرنا في كل مجمع وتصرفاتك مريبة لم أرد عليه، ختم كلامه تريد أن تمر السلعة سنجعلها تمر ولكن “حبة أرز واحدة” منها تصل للمرتدين الطواغيت الذين يحاربوننا سأقطع رأسك فقلت سأرجع بها لدرنة ورجعت بها فربت على كتفي وقال لي ألم تعرفني فقلت له لا فقال لي أنا سالم بونقطة وهو من قيادات تنظيم داعش وكن حريصا على نفسك بنبرة تهديد”.

ويؤكد رزق :”بعد أيام لاحظت أنني متابع من قبلهم وخصوصا السيارة الهونداي التي اغتالت أخي وللأمانة ذهبت لشاب من تنظيم أبوسليم وأخبرته عما يحصل معي فقال لي ابقى في منزلك وبعد يومين حضر إلي وأكد لي بأني مستهدف بالخطف والتصفية وعلي أن أغادر المدينة حفاظا على حياتي وهو من سهل خروجي من درنة كان جاري”.

ويضيف :”أمرني أن أخرج من بوابة الفتايح وأعطاني يوم وتوقيت معين وفعلا لم يتعرض لي أحد وصلت لخليج البمبة وتم اغتيال عديلي ورمي بالكورفات السبعة انتقلت لمنطقة عين مارة هناك التقيت بعنصر لتنظيم داعش يتجاوز بوابة عين مارة توجهت للبوابة وكان يتواجد بها المرحوم سليمان يونس والنقيب يوسف الجروشي وأبلغناهم فقالوا لي إنهم لا يعرفون المنتمين للتنظيمات الإرهابية في درنة استأجرت منزلا في منطقة القيقيب وأصبحت أفكر كيف أقدم مساعدة للقوات المسلحة”.

 ويقول محمد :”توجهت للمرحوم سليمان يونس آمر البوابة وقلت له أريد أن أتطوع معكم في البوابة لأنني أعرف المنتمين للتنظيمات الإرهابية في درنة اتصل بالنقيب ناصر الجروشي واتفقنا على ذلك وبدأت معهم في البوابة ولأن والدي وأمي وأبنائي مازالوا موجودين في درنة لأن عند خروجي كان عام دراسي بعد أن انتهى نقلتهم لكن تلك الفترة كانت عصيبة كان يجب أن أتخفى سجلت بشكل رسمي كقوة مساندة وارتديت الزي العسكري ولبست القناع من هنا أطلق علي لقب “المقنع” وقبضت على أكثر من 75 منتمي لتنظيم داعش في بوابة الظهر الحمر وأصبحت البوابة تشكل خطرًا على الإرهابيين”.

ويؤكد بالقول :”اشتهر المقنع ولم تعرف شخصيتي كان معي الأمن الداخلي ومن يقبض عليه يتم تسليمه بإجراءات رسمية وينقل لجهات الاختصاص “المقنع” أصبح هدف لتنظيم داعش استهدف التنظيم الإرهابي بوابة الظهر الحمر بسيارة مفخخة قتل فيها اثنين من رفاقي بالبوابة أصبت انا بجروح بليغة نقلت على إثرها للعلاج في المملكة الأردنية”.

ويضيف رزق :”بعد التفجير الانتحاري انطلقت الأفراح والأهازيج من قبل الإرهابيين في مدينة درنة، وكانوا يهللون أن المقنع قد قتل وبعدها عرف من هو المقنع أصبت بشظايا في الرأس والرجل ومازالت الشظايا بجسمي إلى الآن عدت من العلاج في الأردن ولم استطيع الوقوف في البوابة ولكني أذهب مع المقاتلين للجبهات وأتعرف على من يشتبه بهم”.

ويواصل محمد حديثه :”نزحت منذ عام 2014 إلى دخول القوات المسلحة إلى مدينة درنة بعد تطهيرها من الإرهابيين الذين حولوها إلى مدينة موت ورعب، ورجعت كمدني وأشغل منصب مدير مكتب الشؤون الاجتماعية بدرنة”.

وختم رزق حديثه :”درنة مدينة نسيجها الاجتماعي وتركيبتها معقدة أنساب وأصهار وأبناء عم وتحتاج لاهتمام من كل الجهات لأنها عانت كثيرًا”.

Exit mobile version