ما من داعشيّ يفلت من قبضة السّلطات وما من عملٍ إرهابيّ يغفل على الدّولة اللّيبيّة

استخدم داعش أبشع الأساليب وأعنفها بحقّ المدنيين والدّولة

أخبار ليبيا24- متابعات

داعش، التّنظيم الإرهابيّ المتشدّد، نشأ وانتشر في بلاد شمال أفريقيا متنقّلًا بين ليبيا والمغرب والجزائر وتونس، وراح يبني معاقل له ويجمع عناصر موالين له يكرّسون حياتهم لخدمة أجندة التّنظيم الإجراميّة والتخريبيّة.

توسّع داعش وازدادت المجموعات المؤيّدة له في ليبيا، وضمّت هذه المجموعات الإرهابيّة ليبيّون وأجانب تبعوا القادة الداعشيين وحاربوا مع التّنظيم ضدّ بلدانهم الأصليّة وضدّ بلدانٍ أخرى.

استخدم داعش أبشع الأساليب وأعنفها بحقّ المدنيين والدّولة، لدرجة أنّه اعتبر نفسه “قوّة” لا يقوى عليها أحدٌ ولا تُقهر، وخابت ظنون داعش هذه وتحطّمت آمال القادة ودُمِّرت أحلام العناصر، فقد انهزم داعش في ليبيا.

لقد نجحت السّلطات في إلقاء القبض على أعدادٍ هائلة من العناصر الداعشيين وأصدرت بحقّهم عقوبات مختلفة، إضافةً إلى العناصر الّذين لَقيوا حتفهم في خلال الهجمات الّتي نفّذتها أجهزة الدّولة المختلفة ضدّ داعش في الأراضي الّتي حاول ان يحتلّها مثل سرت ودرنة وبنغازي وصبراته وغيرها من المدن اللّيبيّة المهمّة.

لم يتقبّل التّنظيم الاجرامي هذه الهزيمة الكاسحة الّتي أعادته إلى نقطة الصفر، لذلك حاول القادة والعناصر الفارّين إعادة لمّ شملهم للعودة إلى المدن الّتي طُرِدوا منها لإعادة فرض أنفسهم والتمركز من جديد.

ففي بعض الأحياء القريبة من مدينة سرت، تمّ تشكيل عددًا من الخلايا النائمة على يد 8 قادة مشتبه بهم في تنظيم داعش، حسبما أفادت به صحيفة الواشنطن بوست، مضيفةً أنّ بعض العناصر الداعشيين قاموا بإنشاء معسكرات صحراوية في الجنوب يخفون فيها المقاتلين والأسلحة والعناصر التابعة لهم.

ويدلّ ذلك على أنّ محاولات داعش للعودة إلى ليبيا الّتي طُرِد منها بفضل التعاون بين الشّعب والدّولة لن تتوقّف، ولكن في مقابل ذلك تستمرّ الجهود الرامية إلى القضاء على آخر داعشيّ في ليبيا وحماية البلاد من التهديدات الإرهابيّة.

ولا سيّما أنّ القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) تواصل رصد الوضع الأمني في ليبيا، وهي ملتزمة بمنع أي تجديد لنشاط الجماعات الإرهابية، فهي تقدّم الدعم لعمليات مكافحة الإرهاب، وتبذل الجهود لزيادة الأمن في ليبيا والمنطقة من خلال إحباط المحاولات الإرهابيّة الداعشيّة والوقوف في وجه كلّ خطر أو تهديدٍ محتمل.

إذ تجدر الإشارة إلى أنّ القوات الأميركية تمكنت، خلال 10 أيام في نهاية سبتمبر الماضي، من استهداف ثلث مقاتلي داعش جنوب ليبيا ويقدر عددهم بـ150 عنصرًا بينهم قادة مهمّون للتنظيم ومسؤولون عن إعادة التجنيد.

Exit mobile version