سرعة تعامل الجيش مع هجوم “حقل الفيل” قطع آمال المجموعات المسلحة والمتطرفين الظهور من جديد

تبنت مؤسسات حكومة الوفاق لعملية السيطرة على حقل الفيل

أخبار ليبيا24- خاص

كان تحرك المجموعات المسلحة الموالية لآمر منطقة سبها العسكرية التابعة لحكومة الوفاق اللواء علي كنه صوب السيطرة على حقل الفيل النفطي خطوة متقدمة في إطار سعي هذه الجماعات لتخفيف الضغط على قوات الوفاق التي يحاصرها الجيش في طرابلس.

ولعل ذلك يظهر جليا في تبني مؤسسات حكومة الوفاق لتلك العملية التي سيطرت فيها هذه الجماعات على حقل الفيل لساعات، قبل أن تتمكن وحدات الجيش من طردها واستعادة السيطرة عليه.

ففي صباح السابع والعشرين من نوفمبر الجاري تحركت وحدات محلية تتبع علي كنه آمر منطقة سبها العسكرية المعين من حكومة الوفاق الوطني باتجاه حقل الفيل، وسيطرت عليه بعد مناوشات مع القوة التي كانت تؤمنه.

  بعد هذا التحرك والسيطرة السريعة على الحقل أعلنت عدد من الجهات التي تتبع حكومة الوفاق الوطني سيطرة وحدات الأخيرة على حقل الفيل وأنه بخير ويعمل بشكل منتظم، فقد أوضح مكتب الإعلام بمنطقة سبها العسكرية عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” بأن سيطرة قوات كنه على حقل الفيل تأتي في إطار تأمين المنشآت النفطية بالمنطقة الجنوبية.

 غير أن ذلك السبب لا يعد دقيقا بما فيه الكفاية كما يوضح عضو هيئة التدريس بجامعة سبها أحمد الانصاري في حديثه لـ”أخبار ليبيا24″ يرى أن المنشآت والحقول النفطية مؤمنة بشكل كامل من قبل الجيش الليبي.

وأضاف الأنصاري أن العائدات بيد المؤسسة الوطنة النفطية في طرابلس، ولم يتدخل الجيش في هذه العائدات واكتفى بتأمين الحقول وضمان استمرارية عملها، وهو مايجعلنا نؤكد أن الهدف من هذا التحرك هو إرباك المشهد في الجنوب وتشتيت مجهودات الجيش الذي يحاصر حكومة الوفاق الوطني في معقلها ويضيق عليها الخناق منذ أشهر.

وتابع عضو هيئةالتدريس :”هذا ما يؤكد تلك الحملة الإعلامية والتفاعل الذي شهدته مؤسسات الوفاق ومنصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي ومواقعها الإلكترونية، ففي أسوأ الحالات تعتمد المجموعات المسلحة الموالية للوفاق في حال لم ينجح تحركها أن تظهر صورة مشوشة لسيطرة الجيش في المنطقة الجنوبية”.

ويؤكد بالقول :”هذه المجموعات لم تدرك بعد أو تتجاهل أن مصدر قوة الجيش يكمن في الحاضنة الاجتماعية التي صارت ترفض عودة حكم المجموعات المسلحة الذي عانت ويلاته لسنوات طويلة، وبذلك لن يسمح سكان الجنوب بالتأسيس لمشهد فوضوي لن يستفيد منه غير أرباب الإرهاب والفكر المتطرف.

 لم تمضي ساعات على سيطرة مجموعات علي كنه على حقل الفيل حتى تحركت وحدات الجيش لمحاصرتها في الحقل، كما شرع سلاح الجو الليبي في تنفيذ ضربات جوية استهدفت تجمعات المجموعات المسلحة في محيط الحقل.

وأعلن الناطق باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، أن سلاح الجو استهدف القوات المهاجمة التي دخلت حقل الفيل النفطي، وتمكن من تدمير خمس آليات مسلحة وسيارة تحمل ذخيرة، في حين مشطت القوات البرية المنطقة المحيطة بالحقل بعد طرد المسلحين منه، واستأنفت تنفيذ خطة تأمينه.

 وبيّن المسماري أن الجيش حريص على تأمين حقول ومنشآت النفط التي تمثل قوت الشعب الليبي، ولن يقع العبث فيها من قبل جهات غير مسؤولة.

 بحسب مصادر محلية فإن جماعات علي كنه انسحبت باتجاه الصحراء، ولم تستطيع أن تحافظ على ما اكتسبته لساعات.

 من جهته أوضح رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، في بيان سابق يوم الإربعاء، أن حقل الفيل النفطي تعرّض إلى غارات جوية استهدفت بوابات الحقل، بالإضافة إلى مجمّع سكني داخله مخصّص لموظفي المؤسسة.

وأكد صنع الله، أنه تم نقل جميع مستخدمي المؤسسة وموظفيها المتواجدين بالحقل إلى أماكن آمنة من أجل حمايتهم، غير أنّهم لا يستطيعون استئناف نشاطاتهم العادية، موضحا أن الإنتاج سيبقى متوقفا إلى حين وقف العمليات العسكرية وانسحاب كل الأفراد العسكريين من منطقة عمليات المؤسسة الوطنية للنفط.

التحركات الأخيرة لم تكن في صالح أهل الجنوب، فهي إن نجحت كانت ستفتح المجال لظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي كانت على الدوام تنتظر فرصة حدوث الفوضى لتطل برأسها من جديد، غير أن سرعة تعامل قوات الجيش مع الوضع قطع الآمال أمام المجموعات المحلية التابعة لكنه والممولة من الوفاق، كما قطع الآمال أمام ظهور جديد للجماعات المتطرفة، ولكنه يجب أن يجعل وحدات الجيش في الجنوب أكثر حذرا وجاهزية لمنع تكرر هذا الخرق الذي كاد أن يودي بقوت الشعب.

Exit mobile version