جرائم الارهابالأخبارتقاريرصحةليبيا

عسكري سابق من درنة لـ(أخبار ليبيا24) “أعرف ربي وأعرف ديني ولا أحتاج لهؤلاء الإرهابيين ليعلموني الإسلام بعقيدتهم الفاسدة”

 أخبار ليبيا24- خاصّ

حاول الإرهابيون منذ أن سيطروا على مدينة درنة، إخافة سكان المدينة وإرعابهم؛ باتباعهم أساليب وحشية في القتل والتعذيب لكل من رفضه وعارضه، ومما لاشك فيه أن   الليبيين رفضوا الإرهاب برمته. 

ولم يرحم الإرهابيون شيخًا ولا امرأة ولا طفلا، وبعد أن استولوا على مدينة درنة وتمكنوا منها وفرضوا سطوتهم تخلصوا من معارضيهم إما بالاغتيال أو الاعتقال والتعذيب أو التغييب القسري أو بفرض ما أسموه ” الاستتابة ” فقط ليكسروا ما تبقى من كرامة المنتمين للمؤسسة الأمنية أو العسكرية أو القضائية أو الإعلامية.

وتكررت قصص فرض الاستتابة، على كثير من سكان مدينة درنة فقط؛ لأنهم يتبعون أجهزة الدولة الرسمية ولأن هؤلاء الإرهابيين لايؤمنون بأي شكل من أشكال الدولة؛ لأن لا دولة ستحتويهم ولن يكون لهم وجود إلا في الفوضى.

مصطفى فتح الله، تجاوز الستين من عمره، ولد وعاش في درنة ضيقت الجماعات الإرهابية عليه وطلبت منه أن يقدم الولاء والطاعة ويتب لكنه رفض رغم كل الضغوطات التي حدثت له.

يقول فتح الله :”كنت عسكريًا تابعا للشرطة العسكرية، أنا لم أغادر درنة، رغم كل ما حدث، لأنني لا أملك إمكانيات تمكنني من استئجار مسكن لي ولأسرتي”.

ويضيف “طلب مني عناصر تنظيم داعش الإرهابي أن أتوب، وأنا في هذا العمر يريدون أن يعلموننا الإسلام على أيديهم بعقيدتهم الفاسدة”

 ويتابع فتح الله :”رفضت الاستتابة، فقد كسى الشيب رأسي وأعرف ربي وأعرف ديني وأعرف أن الأعمار بيد الله، والله أقوى من هؤلاء السفهاء”

يواصل حديثه :”أنا في بيتي بشارع “الحبس” بمدينة درنة تكرر الطلب من شاب وهو جاري، فتشاجرت معه وقلت له هل تراني كافرا حتى أعلن توبتي أمامكم علاقتي بربي لا علاقة لكم بها، وتركته وذهبت”

ويؤكد بالقول :”أستغرب مفهوم الاستتابة لدى أفراد هذه التنظيمات لم أجد لها تفسيرا، إلا إذلالا للمستتاب ولأهله وأقاربه بأن يذل ويهان وينكسر لهم ويكون تحت السمع والطاعة لتنظيمات تتصرف تصرفات بشعة لا تمت للدين والعقل والأخلاق بصلة”

ويقول فتح الله :”رغم أنني متقاعد منذ فترة طويلة إلا أنهم لم ينفكوا عن مضايقتي بأن أتوب وأستقيل من عملي في الشرطة العسكرية”

ويضيف :”كان الإلحاح مقززا ومزعجا كنت أؤمن أن عمري بيد الله ولومت هذا ما كتبه الله لي لكني لن أنكسر لمن يدعون الدين وتاريخهم وأخلاقهم معروفة في المدينة قبل أن يعلنوا انتمائهم للجماعات الإرهابية”

ويؤكد “هؤلاء جلبوا الأجانب من أصحاب نفس الفكر المشوه وللأسف الأجانب هم من تولوا المراكز القيادية من والي إلى قاضي وغيرها وتحصلوا على الأموال بالعملة الصعبة، وهم أصبحوا تبع لا عقول لهم”

ويكشف بالقول :”درنة عاشت مرحلة صعبة ومرت على سكانها، فقد توغلت هذه الجماعات المارقة التي لا ترحم ولا تعرف الدين ولا الرأفة”

ويروي فتح الله :”أخي جندي في القوات الخاصة استهدف في عملية “انتحارية” في بنغازي أثناء المواجهات مع الجماعات الإرهابية، وهو متزوج ولديه أبناء كان موت أخي حافزًا للجماعات الإرهابية، لمتابعتي لأننا مرتدون بحسب عقيدتهم”

ويقول :”تحملنا الكثير لأجل هذه المدينة، إلى أن تحررت وعادت إلى حضن الوطن، بفضل تضحيات القوات المسلحة لكن درنة مازالت تحتاج لوقفة من الدولة والاهتمام بها وبشبابها وتقديم العون لهم وإعادة تأهيلهم فقد كان الفكر المتطرف، يتجول بينهم وكان الموت كل يوم ينتهك طرقاتها غيلة وغدرا”

لم يرض فتح الله كغيره من الليبيين الرضوخ لهؤلاء الإرهابيين الذين وصفهم بـ “السفهاء” رفض الانصياع لهم ورفض ما قالوا عن أمر الاستتابة والتخلي عن عمله الذي لا يرى أنه مذنب في أدائه

رفض فتح الله (الاستتابة) وهو يعلم جيدًا أن هذا الرفض قد يكلفه حياته، إلا أنه أصر على قراره لأنه كما قال يعرف تاريخهم  وأخلاقهم وأنه لن يعلموه الإسلام والله والدين.

 وها هو اليوم، مصطفى موجود في بيته في مدينة درنة التي عادت إليها الحياة، يعيش حياته بأمان كأي مواطن ورب أسرة في مدينة عانت لسنوات من ويلات الإرهاب الذي انتهى من درنة إلى غير رجعة.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى