جرائم الارهابأراء حرة

حبل الكذب قصير: داعشيّ معتقل يكشف أنّ التّنظيم كان يبثّ صورًا مركّبة وأخبارًا مزيّفة لا صلة لها بالواقع ولا بحقيقة التّنظيم

داعش اعتمد استراتيجيّات مختلفة قصد توسيع نطاق سيطرته

أخبار ليبيا24

إنّ داعش الّذي ظنّ نفسه كتلةً قويّةً قادرةً على فرض سيطرتها التّامّة أينما حلّت، ما لبث أن تحوّل إلى كيان ضعيف مجرّد من كلّ قوّة أو سلطان. فبعد سيطرة القوّات العسكريّة اللّيبيّة على شرق وجنوب ليبيا، علاوةً على خوضها حملة عسكريّة لتحرير الغرب اللّيبي من الإرهابيين، تحوّل داعش إلى كيان ضعيف يكاد لا يمتلك شيئًا من الأسلحة والترسانات الّتي جمعها في بدايات انتشاره. كما أنّ داعش خسر أهمّ مراكز القوى الّتي سيطر عليها بعد موجات القصف الّتي تعرّض لها التنظيم، ما أدّى إلى تدمير مواقع عائدة لداعش وإلى مقتل أعدادٍ هائلة من العناصر الّذين كانوا قد بايعوه وكرّسوا حياتهم لأجل خدمة أجندة التّنظيم الإجراميّة والإرهابيّة.

‎كما أنّه من المعلوم أنّ تنظيم داعش الإرهابيّ اعتمد استراتيجيّات مختلفة قصد توسيع نطاق سيطرته وقوّته وسُمعته في الأراضي الّتي استطاع احتلالها في المناطق المختلفة في ليبيا. وغالبًا ما كانت هذه الاستراتيجيّات تسقط بفعل تدخّل السّلطات اللّيبيّة الّتي نجحت في مناسبات عدّة في إحباط مخطّطات داعش وعمليّاته الإرهابيّة. إضافةً إلى ذلك، تبيّن أنّ الأخبار والصّور الّتي كان داعش يبثّها عن طريق خلية الإعلام الخاصّة بالتّنظيم لم تكن سوى صور مركّبة وأخبار مزيّفة لا صلة لها بحقيقة التّنظيم ولا بالوقائع الّتي كان العناصر يعيشونها أو يختبرونها على الأرض.

‎ففي هذا السّياق، أكّد أحد عناصر تنظيم داعش الإرهابي المعتقلين داخل سجن قرنادة، في ليبيا، وجود تناقض بين الصورة الدعائية التي كان التنظيم يبثها، وبين تلك التي كان العناصر يكتشفونها على الأرض. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الإرهابيّ الّذي يدعى “مالك هاشم القطعاني” كان يعمل في خليّة الإعلام الخاصّة بالتنظيم، وأنّه، إلى جانب زملائه الآخرين، كانوا يخضعون لتدريبات خاصّة على يد شخصٍ قطريّ في مجال التكنولوجيا والانترنت والإعلام بغية نشر صور التّنظيم وأخباره على أوسع نطاق ممكنٍ. 

‎وتبريرًا لنشر التّنظيم داعش الأخبار المزيّفة، قال الإرهابيّ إنّ الجانب العسكريّ للتنظيم كان ضعيفًا وأنّ العناصر كانوا يريدون إظهار هذا الجانب بأنّه ضخم ولا يقهر، لذلك قاموا بتصوير مرتين أو ثلاث مرات رتلًا من السيّارات يخرج للتجول في درنة. وهذا الرتل، يكشف القطعانيّ، تمّت فبركته من خلال تكرار عدد السيارات في المكان الفارغ ليظهر الرتل كبير.

‎وفيما يتعلّق بعدد القتلى من التّنظيم، أخبر الإرهابيّ المعتقل أنّ قادة التّنظيم كانوا يخفون العدد الفعليّ للقتلى. وذلك لهدفين: أوّلًا عدم إحباط عزيمة العناصر وإخافتهم، وثانيًا بهدف التغطية على هزائم التنظيم وإخفاقاته الميدانية وبالتالي تضليل الرأي العام .

‎لقد ظنّ داعش بسبب سذاجته أنّ استراتيجيّة نقل الأخبار المغلوطة والكاذبة هي الوسيلة الأنسب لإخفاء ضعف التّنظيم وتشتت جماعاته. ولكنه لم يأخذ في عين الحسبان أنّ “حبل الكذب قصير” وأنّ أكاذيب التنظيم وأساليبه الاحتياليّة ستنفضح لتكشف عن مدى هشاشة داعش وضعفه على مختلف الأصعدة.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى