نهاية داعش.. حلم خلافة “البغدادي” يتبخر

عاد التنظيم إلى نقطة الصفر وسقط بسرعة مريبة

أخبار ليبيا 24 – متابعات

بعد سنوات من سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على مناطق واسعة من سوريا والعراق، عاد التنظيم إلى نقطة الصفر وسقط بسرعة مريبة، وذلك عقب إعلان واشنطن مقتل زعيم التنظيم الإرهابي المدعو “أبوبكر البغدادي” تأكيدًا لانتهاء خلافة “داعش”.

بداية داعش

يعود تأسيس التتنظيم الإرهابي إلى 2004، حين انشق عن تنظيم القاعدة في العراق، وغيّر اسمه في 2006 إلى مايسمي الدولة الإسلامية في العراق .

في أبريل 2013، تم الإعلان عن إقامة التنظيم بمسماه الجديد “الدولة الإسلامية في العراق والشام” داعش، وانضم إليه أغلب المقاتلين الأجانب في “جبهة النصرة” التابعة لـ”القاعدة”، وهو ما شكَّل افتراقًا علنيًا بين القاعدة والتنظيم، حيث طارد التنظيم جميع الكتائب والفصائل المعارضة الأخرى، وعلى رأسها “النصرة”، وأحكم سيطرته على كل المناطق الممتدة من الحدود السورية- العراقية حتى أطراف مدينة حلب شمال سوريا، آنذاك.

أول المدن العراقية التي سيطر عليها التنظيم وبدأت انطلاقته العسكرية منها، هي الفلوجة في 2014، ثم الموصل وتكريت في يونيو من العام نفسه، ومن على أعلى منبر جامع النوري الكبير في الموصل، أعلن “البغدادي” قيام دولة خلافة المزعومة في المناطق التي سيطر عليها بالعراق وسوريا، وطلب من جميع مناصريه مبايعته.

تحالف دولي

وشكلت الولايات المتحدة، في سبتمبر 2014، تحالفًا دوليًا للحرب ضد “داعش”، بدأ بتنفيذ ضربات جوية لوقف زحف التنظيم، بمشاركة من وحدات حماية الشعب الكردية السورية، وهو ما أضعف التنظيم وأفقده جميع المدن التي سيطر عليها، وبعد تشكيل التحالف الدولي، سيطر “داعش” على المعقل التاريخي للإيزيديين في جبال سنجار شمال العراق عام 2015، بالإضافة إلى عين العرب “كوباني”، المدينة الواقعة على الحدود التركية، ومدينة تدمر التاريخية، مع ارتكابه عددًا من الانتهاكات، منها تجنيد الأطفال.

ظهوره في ليبيا

وظهر التنظيم في ليبيا أيضًا، مستغلًا الفوضى والفراغ الأمني بالبلاد، وفي 13 نوفمبر عام 2014، أعلن البغدادي إنشاء ثلاث ولايات بليبيا: برقة في الشرق، وفزان بالصحراء جنوبًا، وطرابلس في الغرب.

أبرز عملياته

من أبرز مذابح التنظيم ما حدث في 15 فبراير 2015، عندما أصدر داعش فيديو يُظهر ذبح 21 مسيحيًا مصريًا كانوا قد اختُطفوا في سرت الليبية، متوعدًا أوروبا بـ”فتح روما”.

تبنَّى التنظيم 5 عمليات تفجير انتحارية استهدفت مساجد يحضرها الشيعة في أثناء أداء صلاة الجمعة خلال عام 2015، في كلٍّ من مدينة الكويت والقطيف والدمَّام، ونفذ عملية تفجير انتحارية في نقطة تفتيش بالسعودية، مُستهدفًا الشرطة السعودية، بالإضافة إلى قتل عشرات السائحين في أحد المنتجعات التونسية، وتفجير إحدى أسواق محافظة ديالى العراقية، وقد نتج عن هذه العمليات مقتل ما يزيد على 190 مدنيًا.

وتعد هجمات باريس عام 2015 أبرز عملياته التي آلمت المجتمع الغربي، في مساء يوم 13 نوفمبر حدثت ثلاثة تفجيرات انتحارية في محيط ملعب فرنسا بضاحية باريس الشمالية، وتحديدًا في سان دوني، بالإضافة إلى تفجير انتحاري آخر، وسلسلة من عمليات القتل الجماعي بالرصاص في أربعة مواقع، راح ضحيتها 137 شخصًا.

عقلية التنظيم

ما يميز التنظيم أنه لا يعمل بعقلية التنظيمات الأخرى كـ”القاعدة”، التي تخوض القتال والمعارك فقط، بل يدير المناطق الواقعة تحت سيطرته بعقلية الدولة، إذ يتولى مختلف شئون ومناحي حياة مقاتليه والسكان الذين يعيشون في المناطق التي تخضع له، من تعليم وقضاء وصحة وكهرباء، وهو ما يشير إلى أنه يخطط لإقامة دولة بكل معنى الكلمة.

ويحارب التنظيم كل من يخالف آراءه وتفسيراته الشاذة من المدنيين والعسكريين، ويصفهم بالردة والشرك والنفاق، ويستحل دماءهم.. وقد أثار بزوغ نجمه وسرعة انتشاره والعمليات العسكرية الخاطفة والناجحة ضد قوات الجيش العراقي وجيش النظام السوري والمعارضة السورية – جدلًا كبيرًا في الأوساط الإقليمية والدولية.

جذب التنظيم من خلال دعايته الإعلامية التي تفوقت على دعايات التنظيمات المشابهة، آلاف الشباب، خاصة من دول أوروبية عديدة، كفرنسا وبلجيكا وبريطانيا، فوفقًا لتقرير البرلمان الأوروبي عام 2017، فإن أكثر من 4000 من مقاتلي داعش يحملون جنسيات أوروبية.

نهاية حلم الخلافة

بدأت مراحل فقدان التنظيم أبرز المدن العراقية والسورية التي سيطر عليها مع شن القوات العراقية والقوات الكردية، بدعم من التحالف الدولي، هجومًا موسعًا على الأماكن التي سيطر عليها، حيث انتصرت عليه في معركة الرمادي، ومدينة عين العرب، وطُرد من تلك المناطق.

وبعدها أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، تحرير الموصل في يوليو 2017، بعد معركة استمرت تسعة أشهر، شنتها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي، وسقط فيها آلاف القتلى من الجانبين، ونزح آلاف المدنيين.

وبشكل متلاحق سيطرت القوات العراقية على مدن تلعفر ومحافظة نينوى بالكامل، لتُفقد التنظيم كبرى المدن التي سيطر عليها فترة طويلة.

ولم تستمر سيطرة “داعش” على مدينة تدمر طويلًا، حيث شنت قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب الكردية هجومًا على التنظيم في المدينة، وطردته منها، بعد تدميره قسمًا من آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي لـ”اليونسكو”.

وكانت الخسارة الأبرز والأقوى للتنظيم بسوريا في أكتوبر 2017، حين تم طرده من مدينة الرقة، التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وجاءت المعركة قبل الأخيرة، وهي السيطرة على آخر معقل لـ”داعش”، في محافظة دير الزور شرقي سوريا، بعد هجوم شنته قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي.

وبعد المعارك القاسية التي خاضها التنظيم، وانتهت جميعها بهزيمته، اتجه إلى مدينة الباغوز شرقي سوريا، ومكث عناصره فيها عدة أشهر، قبل أن تُنهي طائرات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية وجوده فيها، ليتبخر حلم خلافته.

Exit mobile version