جرائم الارهابالأخبارليبيا

قصة شاب ليبي “عاشق لكرة القدم” بترت رجله أثناء مشاركته في محاربة الإرهاب

الشاب مفتاح: بين الحين والآخر أفكر بما أصابني، لكني أدرك أنها تضحية عظيمة لأجل الوطن

أخبار ليبيا24-خاص

إدراكًا منهم لخطورته على حياتهم وانسجامًا مع عقديتهم الإسلامية والوطنية وإيمانًا منهم أن محاربته واجب وطني؛ فقد بادر المئات من المدنيين في ليبيا طواعية في محاربة التنظيمات الإرهابية التي أطلت برأسها لتحويل بلادهم لإمارة تخدم أجندتها الإرهابية.

وخلال السنوات القليلة الماضية برزت في ليبيا مواقف بطولية لمدنيين شاركوا في محاربة الإرهاب، الذي ارتكب أبشع المجازر في شرق البلاد لإرهاب الناس ظنن منه أنهم سيخضعون له ويكفوا عن مقاومته.

ويضرب الشاب “مفتاح عبد الحفيط يوسف” على الرغم من صغر سنه وعدم خبرته في القتالية مثلًا حيًا في مقاومة المدنيين ومحاربتهم للإرهاب، الأمر الذي كلفه ذلك بتر ساقه وأصابع من يده.

قبل أن يتقدم الصفوف في محاربة الإرهاب كان مفتاح (25 عامًا) لاعبًا مميزًا في فريق كرة قدم بنادي البروق الرياضي ببلدة الأبرق شرق ليبيا.

وفي أحد الأيام، وهو متجه إلى النادي للتدريب بدأت القذائف تتساقط على منطقة الأبرق، هذه الحادثة دفعته ومجموعة من شباب البلدة إلى التنادي لمحاربة الإرهاب.

69945747 2319126848342325 4950816842277978112 n removebg preview

لأخبار ليبيا 24، يقول مفتاح: “تجمعنا في منزل “المرحوم باسط بوبلايل” الذي كون لاحقًا كتيبة طارق بن زياد في منطقة الأبرق عام 2014 لحماية أنفسنا وأهلنا من قصف الجماعات الإرهابية التي استهدفت منطقة الأبرق وقاعدتها الجوية ومطارها المدني”.

ويضيف، “رغم قلة الإمكانيات والفارق الكبير في العدة والعتاد بيننا وبين التنظيمات الإرهابية، التي اتخذت من درنة حاضنة وقاعدة لها للهجوم على جميع المناطق المجاورة والسيطرة عليها، توجهنا إلى المحاور بعد أن تلقينا تدريبًا عسكريًا سريعًا”.

ويتابع: “شاركت في معركة لملودة وطلق النظر وعدة معارك في راس الهلال ومحور النوار وعين مارة”.

يروي مفتاح تفاصيل إحدى المعارك التي شارك فيها، قائلًا: ” أتذكر معركة حدثت في محاور النوار والمعروفة بمعركة “البوكلين”. في هذه المعركة دخلنا على “كتيبة بوسليم” الإرهابية. كنا نتبع كتيبة (276) وكانت “كتيبة بوسليم” بمحور النوار والحيلة. قمنا بالتفاف عليهم فوجدناهم نائمين وقبضنا عليهم باليد”.

ويضيف، “كان معنا مجموعة شباب من القبة وسرية “الشهيد بوالهطي” استولينا على عدد سبع سيارات تابعة لكتيبة بوسليم بأسلحتها”.

ويتابع: “استغربنا من الدعم الذي تتلقاه هذه الجماعات. اعتقد أن دولًا تدعمهم بالأسلحة والتموين”.

ويقول: “كانوا يتخذون من مسجد الحيلة غرفة عمليات لهم ينامون فيه ويطهون فيه. دخلنا عليهم وقبضنا عليهم باليد. لقد كان عدد المقبوض عليهم 11 شخصًا وقمنا بتسليمهم لغرفة عمليات عمر المختار”.

ويتابع: “استمريت بالمشاركة بالمعارك إلى أن أصدرت قيادة الجيش إعلانًا بتحرير درنة من التنظيمات الإرهابية التي سيطرت عليها لسنوات طويلة تمركزت بقايا الجماعات الإرهابية”.

ويضيف مفتاح، “تلك التنظيمات تحصنت بالمدينة القديمة بدرنة لأنهم كانوا يدركون أن مصيرهم إمّا السجن أو الموت”.

حول هذه المشاركة، يقول مفتاح: “نحن خرجنا من أجل محاربة الإرهاب وقيام دولة القانون”.

يوم 28 ديسمبر 2018 كان يومًا يصعب محوه من ذاكرة “مفتاح” وكيف يكون ذلك وقد فقد بعضًا من أجزاء جسده وعضوًا هامًا لممارسة هوايته المفضلة وهي كرة القدم.

وعن ذلك اليوم، يقول مفتاح بابتسامة لا تفارق ثغره، “في ذلك اليوم كنّا في محور “سوق الظلام” بدرنة في أول زقاق، وذلك بعد بدء الاقتحام ليلًا. كانت الأزقة ضيقة وكانت مقاومة الإرهابيين لنا شرسة جدًا، لإدراكهم أنهم في طريقهم إلى الموت”.

ويتابع: ” في تلك الفترة تعرض أحد رفاقي لإصابة بعيار ناري في بطنه. قمت بإسعافه وعدت للمحور. كانت الساعة تشير آنذاك إلى الواحد والنصف بعد منتصف الليل. التحقت برفاقي وبدأت الرماية من النوافذ، ومن ثم ألقيت علينا قنابل يدوية”.

ويواصل: “تلك الهجمات دفعتنا للتراجع غير أننا كنّا تعرضنا لحقيبة متفجرة وضعها الإرهابيين في طريقنا”.

يسترجع مفتاح، تلك اللحظة، قائلًا: “انفجرت الحقيبة وأصبت على الفور، بينما قتل “عبد الفتاح الشاعري” من مجموعة الاستطلاع الثانية واثنين آخرين وأصيب معي ثمانية أفراد آخرين”.

ويتابع: “عند إصابتي بدأ الإرهابيون يقومون بسكب البنزين علينا من أعلى السطح. كان غرضهم إشعال النار بنا وإحراقنا، لكن نجدة “النقيب محمود الزبدي” آمر مجموعتنا وحمزة أمنسي انقذتنا، حيث قاما بإخراجي على الفور وتم نقلي إلى مستشفى الهريش”.

وعند وصوله إلى المستشفى قرر الأطباء بتر رجله على الفور لشدة الإصابة التي تعرض لها، ليباشر بعدها رحلة علاج على نفقة الجيش امتدت من درنة إلى بنغازي ومن ثم تونس.

يبتسم مفتاح، ويقول: “بين الحين والآخر أفكر بما أصابني، لكني أدرك أنها تضحية عظيمة لأجل الوطن”.

ويثني مفتاح على رفاقه وأصدقائه رفقاء السلاح الذي دائما يساندونه ويجدهم بجانبهم.

يقول مفتاح: “أنا الآن مع رفاقي في الكتيبة، وقد أصبحت عسكريًا نظاميًا في الجيش الوطني”.

 

 

 

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى