الأخبارليبيا

وحشية داعش المناقضة للإسلام.. قطع رأس شاب بدرنة وإلقاء جثته على شاطئ البحر

الضحية كان مُقبلًا على الزواج قبل وقوعه في يد داعش

أخبار ليبيا24-خاص

تفنن تنظيم داعش في ارتكاب أخطر الأساليب الإجرامية الإنسانية ضد معارضيه والتي تضمنت القتل والتعذيب والذبح وقطع الرؤوس في مناطق سيطرته بالعالم والتي كانت ليبيا إحداها.

في هذا التقرير تستعرض وكالة أخبار ليبيا 24 جريمة منافية لتعاليم الدين الإسلامي نفذها “داعش” في حق شاب كان مقبلًا على الزواج إبّان سيطرته على درنة بشرق ليبيا قبل أن يحررها الجيش الوطني.

تفاصيل الرواية الوحشية يرويها شقيق الضحية، بالقاسم محمد مسعود أحد أفراد مديرية أمن درنة.

68755032 2312466362341707 823879850992336896 n removebg preview
شقيق الضحية “بالقاسم محمد مسعود”

يقول بالقاسم: “كنا نتعرض لمضايقات من قبل التنظيمات الإرهابية أخي سالم وهو عسكري استهدف ذات مرة رميًا بالرصاص لكن رعاية الله هي من نجته وغادر درنة قسرًا عام 2013. بعد أن قام المغدور “فرج ابشيبش الحرير” بتجميع أفراد الجيش والشرطة في درنة بشكل سري وكون كتيبة لمحاربة التنظيمات الإرهابية داخل درنة انضممت معه إلى أن تم تفخيخ سيارته وتفجيرها ما أدى إلى بتر رجليه، ومن ثم عاد بعد علاجه للاستمرار في تأسيس الكتيبة إلى أن تم اغتياله رميا بالرصاص”.

ويضيف بالقاسم، “التنظيمات الإرهابية تحصلت على كشوفات تفصيلية بأسماء أفراد الجيش والشرطة الذين تواصلوا “الحرير”، بعدها نفذت عمليات نوعية لاستهدافهم. كنّا من ضمن الأسماء المطلوبة لديها”.

ويتابع: “في تلك الفترة تعرضنا للتهديدات وطلب منّا الحضور أكثر مرة لإعلان “الاستتابة”. رفضنا ذلك وغادرت درنة على الفور، وعدت إليها متخفيًا قبل حادثة خطف وذبح أخي”.

يضيف بالقاسم، “أثناء بقائنا في المرج رفقة والدي لحضور مناسبة اجتماعية تلقينا اتصالًا من إخوتي الصغار يعلمونا خلاله بأن أخي “مسعود” قد اختفى. عدنا إلى درنة فورًا وبدأنا البحث عنه في الأماكن التي اعتادت التنظيمات الإرهابية رمي جثث ضحاياها فيها بعد تصفيتهم”.

يقول: “بعد رحلة بحث مضنية لأيام تلقينا اتصالًا من مجهول يوم 1 يونيو 2015 تخبرنا بوجود جثة مرمية وجدها صياد عند شاطئ “الخبطة” وتحديدا بالقرب من “معسكر الرادار” الذي يتمركز فيه الإرهابي ” الأمين علي ميلود كلفة”.

ويتابع بالقاسم: “ونحن في الطريق إلى مكان الجثة ورد إلينا اتصال هاتفي آخر يقول إن الجثة نُقلت إلى مستشفى الهريش.  عدنا أدراجنا إلى الهريش لنجد تجمهرًا كبيرًا لأهالي المغيبين قسرًا، فكل من لديه مفقود أو مختفي في درنة كان حاضرًا ليتأكد من هوية الجثة التي عثر عليها”.

يصف بالقاسم الوضع في المستشفى، قائلًا: ” لدى وصولنا كانت هناك حالة استنفار داخل المستشفى من قبل أفراد التنظيمات الإرهابية، وذلك تحسبًا لأي ردة فعل. دخلنا فورًا إلى ثلاجة “حفظ الموتى” لنجد الجثة”.

يقول بالقاسم، متحدثًا عن هول ما رأى: “كانت الجثة من بدون رأس وكان واضحًا أن صاحبها كان مقيدًا من الخلف من العلامات التي كانت ظاهرة على يديه”.

ويضيف، “مهما تحدثت؛ فلن أستطيع أن أصف لكم شعورنا في تلك اللحظة. كان المشهد مرعبًا والطريقة التي قتل بها كانت وحشية جدًا”.

يتابع بالقاسم والحسرة تملأ فؤاده: ” في البداية كان التعرف على هوية صاحب الجثة صعب، فالرأس كانت مقطوعة، لكن تعرفنا على أخي أولًا من خلال ملابسه وأيضًا زاد تأكيدنا له بعلامة واضحة في يده”.

ويقول: “بعد تعرضنا لهذه الصدمة لم نتمالك أنفسنا. خرجنا مندفعين نحو سيارتنا الموقفة أمام المستشفى، وأخذنا سلاحنا انا وإخوتي وبدأنا بالهجوم على أفراد الحماية المتمركزة داخل المستشفى”.

ويضيف، “بعد نفاد الذخيرة حوصرنا داخل المستشفى واعتقلنا من قبل أفراد التنظيم المدججين بالسلاح والذين تنادوا لاستغاثة رفاقهم”.

وبعد اعتقالهم والزج بهم في المعتقل، يقول بالقاسم: “بدأت يطلقون علينا كلماتهم المعتادة (أنتم مرتدين.. أنتم أثرت الرعب في الأمة الإسلامية برمايتكم علينا واستهدافكم للإخوة)”.

والتنظيمات الإرهابية تنتهج نهج “التكفير” و” الردة” لكل من يعارض أفكارها المتطرفة، وبالتالي فقد دأبت على استخدام العنف ضدهم.

يضيف بالقاسم، “كان الإرهابيون يحاولون إبعاد جريمة قتل أخي عن أنفسهم. كانوا يقولون لنا “نحن عندما نريد أن نتخلص من شخص نقتله مباشرة”.

ويتابع: “كلامهم ذاك كان مستفزًا لنا ولم نتمالك أنفسنا؛ فدخلنا معهم في اشتباك وعراك بالأيدي داخل المعتقل، إلى أن دخل علينا شخص كان يعمل بجهاز مكافحة المخدرات وأنظم للتنظيمات الإرهابية”.

وحول هذا الموقف، يقول بالقاسم: “بدأ يردد “المرحوم رفيقي”. كان يحمل في يده قنبلة يدوية “رمانة” ويهدد قائلًا: “لو لم تقفوا استعداد سأرمي عليكم هذه القنبلة”، وذلك لإجبارنا على وقف العراك”.

ويضيف، “في تلك الأثناء دخل علينا عدد من مشايخ درنة وأقاربنا بهدف التوسط للإفراج علينا لحضور مراسم الدفن والعزاء خصوصًا أن أبي رجل كبير في السن وبقية إخوتي مهجرين خارج درنة”.

ويتابع: “وقعونا على تعهد بعودتنا للمعتقل بعد انقضاء أيام العزاء. خرجنا ودفنا جثة أخي المنزوع رأسها، كما أننا أقمنا العزاء في مدينة المرج واستقرينا فيها لمدة ست أشهر”.

بعد ذلك يقول بالقاسم: “اندلعت الاشتباكات بين “بوسليم” و “داعش” وبمساندة شباب درنة انتهت “داعش” وأصبحت “بوسليم” هي المسيرة على درنة”.

يضيف، “كانت “بوسليم” تظهر في العلن بمظهر الحامي والأقل حدة من “داعش” لكنها في السر وجه آخر لـ”داعش”.

ويتابع: “عدت إلى درنة وبدأت ورفقائي وعددهم خمسة أشخاص، رفقة أخي سالم الذي عاد لدرنة متخفيًا لكيلا يكتشف من تنظيم “بوسليم” الذي حاول اغتياله عام 2013، بالتنسيق مع جهات الاختصاص للقيام بعمليات نوعية ضد “بوسليم” إلى أن تم القبض على ثلاث أشخاص من رفاقي، وهم “المرحوم حسين البرعصي” و “محمد القناشي” و “عزالدين التاجوري”.

ويضيف، “اتصل بنا صديق من شحات متعاون معنا وطلب منا الخروج فورًا من درنة. خرجنا إلى شحات لنعلم بعد ثلاث أيام برمي جثث رفاقنا الثلاثة أمام مستشفى الهريش بعد ان تمت تصفيتهم رميًا بالرصاص. كان ذلك قبل دخول الجيش إلى درنة بستة أشهر”.

يختم بالقاسم، “في تلك الفترة أصبحنا مطلوبين لدى تنظيم “بوسليم” ومنذ خروجنا من درنة التحقنا بالجهات الأمنية والعسكرية بحسب تخصص كل منّا إلى أن تحررت درنة من هذا الشر الذي جثم عليها لسنوات”.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى