الجزء الرابع/ معاون آمر سرية المشاة الأولى الأبرق لـ”أخبار ليبيا24″: أشرس المعارك كانت معركة “يوم المدرعة” و “تمسكت” كانت تضاريسها صعبة

تفاصيل دقيقة وأحداث ومواقف صعبة مرت بهم أثناء المعارك والمواجهات ضد عدو لايرحم.

أخبار ليبيا24- خاص

يواصل معاون آمر سرية المشاة الأولى الأبرق الرائد صلاح بوطبنجات سرد مزيد من التفاصيل عن المعارك التي وقعت في ضواحي مدينة درنة بين القوات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي حاولت السيطرة على المدينة وضواحيها.

في الجزء الأول تحدث عن تأسيس غرفة أمنية لحماية منطقة الأبرق وسكانها من أي اعتداء ، وكيف أن العسكريين والمدنيين كبار وصغار بدأوا الالتحاق بالغرفة في تلك الفترة، وتحدث في الجزء الثاني عما قاموا به منذ بدأت تحركات الإرهابيين ومحاولات توسعهم واستغلال الفوضى في البلاد وغياب الأجهزة الأمنية والضبطية.

أما في الجزء الثالث تحدث بوطبنجات عن تفاصيل دقيقة ومواقف “بطولية”عن معركة لملودة التي وصفها بأنها كانت معركة “فاصلة وحاسمة”.

أما في هذا الجزء الرابع والأخير يروي معاون آمر سرية المشاة الأولى الأبرق تفاصيل دقيقة وأحداث ومواقف صعبة مرت بهم أثناء المعارك والمواجهات ضد عدو لايرحم.

يقول بوطبنجات :”كان الإرهابيون يقبضون على أشخاص ويقايضوننا بهم لإطلاق سراح أشخاص تابعين لهم، وحدث هذا عندما قتلوا رفيق لنا يدعى إيهاب فرج بوالشلوطية احتفظوا بجثمانه وقايضونا بها لإطلاق سراح إرهابيين مسجونين في سجن قرنادة فرفض والده”.

وتابع معاون الآمر :”والد الفقيد وجه لهم رسالة قائلا لهم بالحرف :”الروح عند ربها والجثة ديروها شربة”، في موقف يحسب له، إيهاب أحد الذين قتلوا على يد التنظيمات الإرهابية في معركة لملودة مثلوا بجثمانه وقطعوا رأسه وتجولوا به في مدينة درنة هؤلاء ليسو بشر ولا يعرفون الدين ، والدين منهم براء وأفعالهم هي من جعلت الناس تكرههم وتنتفض للقضاء عليهم”.

ويضيف بوطبنجات :”حررنا الساحل بالكامل من ميناء رأس الهلال سوسة وادي مرقص لاثرون وتجاوزنا كرسة التي أصبحت خط النار والمواجهة، في تلك الأثناء انتقلت غرفة عمليات عمر المختار من شحات إلى الأبرق وكانوا معنا في نفس الغرفة بقيادة العميد يوسف المنصوري”.

وتابع :”صدرت لنا تعليمات بالتوجه إلى محور النوار فانتقلنا من الساحل إلى محور النوار اجتمعت كل الكتائب في محور النوار خضنا عديد المعارك مع التنظيمات الإرهابية كانت أشرسها معركة يوم المدرعة “بي ام بي” عليها تي “55”خسرنا فيها رجلين رفيقنا محمد الحف الحاسي من مدينة شحات وعطية بو بلايل لكن تم تدميرها وأخذت التنظيمات الإرهابية درسا قاسيا ولم يتجرأوا على التقدم في هذا المحور”.

وأكد معاون آمر السرية بالقول :”وصدرت أيضًا تعليمات بالتقدم إلى “حوش بوربيحة” تقدمنا تحت تمهيد مدافع الهاوزر تققهرت الجماعات الإرهابية قتل منهم من قتل وأصيب من أصيب وهرب من هرب تركوا خلفهم آلياتهم وأسلحتهم وتموينهم”.

ويضيف :”أذكر أن قذائف الهاون التي يطلقها عناصر التنظيمات الإرهابية سببت في إصابة أكثر من 21 رجل منا وأثر أحد القذائف موجودة على سيارتي الخاصة تقدمنا اليوم التالي ووصلنا إلى “حجاج شيحا” فصدرت لنا التعليمات من غرفة العمليات بالتراجع ثم صدرت التعليمات للتقدم وتقدمنا وتمت السيطرة عليه”.

وأفاد أنه عقب هذه المعارك أصدر القائد العام المشير خليفة حفتر تعليماته بتطهير مدينة درنة من الجماعات الإرهابية ووصلت قوات الصاعقة وكانت تتمركز على مرتفعات “تمسكت” التي كانت الأصعب من حيث التضاريس والتشعبات.

وذكر بوطبنجات :”كنا نحن والصاعقة خطين متوازيين لا يتأخر أحد عن الآخر فتأخر أحدنا يعني هلاك الآخر، وبالفعل حدث التفاف قتل فيه العميد عبد الحميد الورفلي”.

وقال معاون آمر السرية :” تلك الليلة، كانت كبيرة كان هناك التفاف من التنظيمات الإرهابية على قوات الصاعقة نحن كنا عند النصب الثاني يطل على مزرعة الخشخاش وبالرصد بالمنظار الليلي لاحظنا حركة لأفراد وآليات أبلغنا قوات الصاعقة أن هناك حركة يمينكم ردوا علينا أنه غير صحيح”.

ويتابع بوطبنجات في سرد تلك الأحداث :”كررت وأنا أقول لهم هناك حركة أكيدة فقامت قوات الصاعقة بتوجيه أسلحتها حسب إحداثياتنا وتم إطلاق النار فاكتشفنا أن التنظيمات الإرهابية كانت تسعى للالتفاف على القوات الخاصة و إبادتها واشتبكنا معهم وانتصرنا في تلك المعركة وصدرت التعليمات بالتقدم إلى “عقبة منطقة شيحا درنة” سقط منا خمس قتلى نتيجة الألغام رغم تفكيكننا وتفجيرنا لكثير منها”.

وتابع :”كنا نتمركز على “عقبة شيحا ” في هذه الأثناء القوات التي انطلقت من المحور الشرقي دخلت درنة فعليا وحررت منطقة الساحل الشرقي بالكامل والقوات التي انطلقت من محور الحيلة دخلت درنة وحررت منطقة باب طبرق”.

وأشار بالقول :”القوات التي انطلقت من محور عين مارة حررت مدخل درنة إلى العمارات الصينية وتقدمت إلى حي القروض أمبخ وصدرت التعليمات لنا بالالتحاق بهم لتحرير شيحة الغربية”.

ويقول معاون آمر السرية الثانية :”بدأنا اقتحام شيحا الغربية وكان من يتواجد بالمرصد من أعلى الجبل يحذرنا من كثرة عدد أفراد التنظيمات الإرهابية المتمركزين في شيحا ولكن نصرنا الله كان كل من نحاصره يقوم بتفجير نفسه منهم أطفال للأسف غرر بهم”.

وأكد بوطبنجات:”غنمنا تقريبًا 20 سيارة حررنا منطقة شيحة الغربية جاءنا نداء عبر جهاز اللاسلكي أن هناك سيارة مفخخة يقودها إرهابي في الطريق إلينا نحن كنا على اليمين والضفادع البشرية عن الشمال لكن أعمى الله بصيرة الإرهابي الانتحاري حيث شاهد سيارة أمامنا ظن أنه تمركزنا مر بجانبنا بسرعة جنونية واصطدم بالسيارة وانفجرت”.

ويضيف :”الهجوم كان مزدوجًا حيث كانوا ينتظرون انفجار السيارة ليتم استهدفتها بقذائف الهاون وأصيب إثر هذا الهجوم حوالي 12 جندي من بينهم العقيد هارون آمر سرية المشاة الأولى الأبرق وكسرت رجله”.

ولفت إلى أن الوحدات العسكرية تقدمت في محور الساحل وحررت جزيرة عزوز وتقدمت القوات أيضًا في محور باب طبرق طبعا المحاور تتقدم بمناوشات متفرقة مع أفراد التنظيمات الإرهابية الذين أصابتهم الربكة والرعب والتشتت فقياداتهم اختفت وانقطع التواصل بينهم”.

وذكر معاون آمر سرية المشاة الأولى الأبرق قائلا :”توجه بعض الإرهابيين إلى حي المغار ليتحصنوا به، وصدرت التعليمات لجميع المحاور للتقدم وضاق الخناق على الجماعات الإرهابية التي تحصنت بالمدينة القديمة وجزء من حي المنار”.

ويقول بوطبنجات أيضًا :”الدولة المتمثلة في غرفة العمليات كانت تسعى بشكل كبير إلى الحفاظ على المدينة القديمة لما تمثله من إرث إنساني وممتلكات المواطنين وأيضًا للقبض على القيادات الإرهابية ولولا ذلك لكانت معركة درنة انتهت في ساعات”.

وأوضح بالقول :”بعد سيطرة الجيش العربي الليبي على كل درنة ومحاصرة المدينة القديمة لم نستخدم القوة المفرطة والعمليات العسكرية انتهت وأعلن عنها أما العمليات الأمنية مستمرة وبدأ أفراد التنظيمات الأرهابية بتسليم أنفسهم تباعًا وكله مثبت والبعض الآخر آثر المقاومة وكان بينهم نساء وأطفال، هؤلاء مدعي الاسلام كل ما يغضب الله يقومون به ولامجال لذكره الآن منهم الموريتاني والتونسي والمصري”.

ويتابع :”إلى الآن المقابر الجماعية مازالت موجودة في المدينة القديمة لم تفتح إلى الآن، أحد القيادات كان مصري الجنسية اشتهر بصنع المفخخات شهرتة ” هندسة ” حاول الهرب لكن قواتنا المسلحة استهدفته وأردته قتيلا، كما تم القبض على الإرهابي عشماوي ومن ضبطه شباب من سرية “الشهيد بولهطي” وهم من القوة المساندة وضبط معه الإرهابي المكنى “زغبية” وهو مطلوب دوليًا ورقمه في اللائحة 12 كما كان معه الحرس الشخصي وزوجة الإرهابي عمر رفاعي سرور”.

وذكر معاون آمر سرية المشاة الأولى الأبرق :”انتهت معارك درنة بالقضاء على آخر أفراد التنظيمات الإرهابية سواء بالقتل أو القبض أو تسليم أنفسهم وتنفست درنة الحرية بعد سنوات من القهر والذل والتنكيل التي مارست فيها التنظيمات الإرهابية أبشع أنواع الإجرام من الذبح والجلد والتمثيل بالجثث وفرض قوانينها ومناهجها حتى على التعليم”.

وختم بوطبنجات :”درنة تحتاج إلى اهتمام من الدولة على جميع الأصعدة تنمية للشباب محاضرات توعوية فهذه المدينة عانت وتعاني من الأفكار المتطرفة التي جثمت على صدرها لسنوات”.

Exit mobile version