أخبار ليبيا24- خاص
في الجزء الأول تحدث معاون آمر سرية المشاة الأولى الأبرق الرائد صلاح بوطبنجات عن تأسيس غرفة أمنية لحماية منطقة الأبرق وسكانها من أي اعتداء ، وكيف أن العسكريين والمدنيين كبار وصغار بدأوا الالتحاق بالغرفة في تلك الفترة، وتحدث في الجزء الثاني عما قاموا به منذ بدأت تحركات الإرهابيين ومحاولات توسعهم واستغلال الفوضى في البلاد وغياب الأجهزة الأمنية والضبطية.
أما في الجزء الثالث يروي بوطبنجات تفاصيل دقيقة ومواقف “بطولية”عن معركة لملودة الفاصلة والحاسمة قائلا :”تفاجئنا في أحد الأيام بنداء استغاثة على أحد أجهزة اللاسلكي أن بوابة لملودة استهدفت من قبل التنظيمات الإرهابية”.
وتابع معاون آمر السرية :” أن هذا الهجوم يعني أن منطقة لملودة وبعدها مدينة القبة باتت قريبة من يد التنظيمات الإرهابية المنطلقة من درنة والتي ترغب في توسيع سيطرتها وقطع الطريق علينا، وكان هناك قتلى وجرحى في ذلك الهجوم”.
ويضيف بوطبنجات :”معركة لملودة كانت فاصلة دخلناها بدون ذخيرة قتل منا اثنين أحدهم مثل تنظيم داعش الإرهابي بجثمانه، كان عدد الجرحى يومها عشر جرحى كنت من بينهم، وأذكر أن الذخيرة وصلتنا من المواطنين في ذلك الوقت”.
وأكد بالقول :”الكثافة النارية للدواعش كانت كبيرة جدًا استهدفت المنازل وكل شيء في طريقهم، هناك سواتر ترابية “تبات” جهزت بطريقة مدروسة وأقيمت في مواقع استراتيجية والعدو كان يخرج علينا في 40 إلى 50 سيارة مجهزة عدة وعتادا هذه التنظيمات لا تعبث وأغرت ضعاف النفوس بالمال”.
ويروي معاون آمر السرية :”من المواقف التي أذكرها في معركة لملودة أثناء الرماية الكثيفة كنت أسمع صراخ أحدهم لم أعرف من هو ولكن تعودنا أنه مع الصراخ يكون إمت أن هناك شخص وقع في أسر التنظيمات الإرهابية ويقومون بذبحه أو مصاب يطلب النجدة، وكان الصوت أقرب للتنظيمات الإرهابية وبعيد عنا وجدته شاب صغير السن هو المهدي عطية بوطابونة، كان مصابًا في رجله والنيران كثيفة طلبت منه الوقوف فقال لى لا أستطيع ولأن بنيته ضعيفة أمسكت به مع يده وجررته جرًا على الصخور والأشواك فالمهم أن أخرجه من مكانه إلى بر الأمان”.
وتابع بوطبنجات :”تماسك الشاب بوطابونة ووقف وجرى على ساق واحدة التفتت فوقعت فإذا بي أصبت في الركبة جرح غائر لم أستطع معه الوقوف وعناصر التنظيمات الإرهابية خلفي وقفت وعاودت المسير وكانت وكثافة النيران خلفنا بشكل غريب، وصل إلي عدد من رفاقي قلت لهم هناك شخص يأن ويتألم يجب أن أخرجه قال لي أحد زملائي أعتقد أنه كمين يريدون جرك وطبيعة المكان غابة لا يمكن التمييز أو الرؤية بشكل واضح خصوصا في وقت اشتباكات فقلت لهم والله لن أتركه فقد يكون منا وفعلا توجهت نحو الصوت فإذا به شاب غيثي لعائلة بوذراع وقع في شجرة بطوم (حوش بطوم) كان مصاب تم إخراجه ونقل إلى المستشفى وتلقى الإسعاف وهو الآن يعاني من شلل”.
وذكر معاون آمر السرية :”معركة لملودة تعلمنا منها درسًا وأصبح لدينا إصرار وعزيمة ويجب علينا تحرير الساحل لأن لملودة أصبحت عصية الآن فتحولوا إلى منطقة سوسة وأصبحوا يطلقون صواريخهم منها علينا لاستهدافنا”.
ولفت إلى أنه بعد انطلاق عملية الكرامة التي أعلن فيها القائد العام المشير خليفة حفتر البدء في قيام وتكوين الجيش الوطني وقيام دولة القانون والمؤسسات للقضاء على التنظيمات الإرهابية بدأنا نجهز بعمليات استطلاعية والتخطيط وعند ساعة الصفر التحقت بنا القبة عين مارة الدبوسية بيت ثامر وكرسة ولاثرون.
وتابع بوطبنجات :”دخلنا من منطقة الدبوسية وأبلغنا سكان كرسة عن إغلاق الطريق الساحلي بينهم وبين مدينة درنة بسواتر ترابية لمنع تنقل الجماعات الإرهابية عبره، وتم تحرير رأس الهلال بالكامل وفي هذه الأثناء كثفت الجماعات الإرهابية هجومها على محور عين مارة ومحور الحيلة وكنا نساند القوات في هذه المحاور”.
وأكد بالقول :”بالإضافة إلى كل الأعمال السابقة التي ذكرتها لكم كنا أيضًا نقوم بتأمين السيولة النقدية التي كانت تصل تباعا إلى مطار الأبرق ومنه إلى مصرف ليبيا المركزي بالبيضاء، وكانت مجموعة الاستطلاع والتحريات التابعة لنا تتوجه للصحراء لرصد تحركات الجماعات الإرهابية”.
وبين معاون آمر السرية أنهم كانوا في البداية يعتمدون على التبرعات والإمكانيات الذاتية لكن طول خط المواجهات وانتشار سرية المشاة الأولى الأبرق أصبح صعب التزود بالتموين فوجهنا رسالة للقاطع الحدودي القبة وتمت إحالتها للمستشار عقيلة صالح بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة واعتمدها وأصدر تعليمات فورية لتزويدنا بالإعاشة وتم الإجراء”.
وأوضح بوطبنجات :”وصفنا تنظيم داعش بأننا رؤوس الكفر وأننا طواغيت وعبادهم حصل التفجير الإرهابي بسيارة مفخخة يقودها شخص أسمر البشرة في سيارة جيب كانت تستهدف القاعدة الجوية تفطن له وتصدى لها عمران بومليحة أحد شباب الأبرق في بوابة القاعدة الجوية بسيارته وقتل”.
وأضاف بالقول :”بدأت التهديدات والوعيد لنا من قبل التنظيمات الإرهابية في درنة عن طريق اتصالات هاتفية ومن خلال إذاعتهم يتم ذكرنا بالأسم، نحن ودرنة امتداد قبلي أبناء عمومة أخ وأخيه أب وابنه مصاهرة وأخوال أنا زوجتي من درنة لم أستطع دخول المدينة طيلة سنوات حيث كانت التنظيمات الإرهابية تحتجز على الهوية اعتقلوا مشائخ اعتقلوا نساء وطلبة لم يسلم منهم أحد”.
وقال معاون آمر السرية :”استهدف الإرهابيين منطقة الأبرق بصواريخ “غراد” و”هاون”، كما أن سيارة مفخخة استهدفت القاعدة الجوية كل ذلك بعد خسارة تيار الإسلام لمقاعده في مجلس النواب، كان النواب يصلون لمطار الأبرق ونقوم بتأمينهم لحين وصولهم لمدينة طبرق فأعطى تيار الإسلام السياسي أوامره لأذرعه العسكرية في بنغازي ودرنة لاستخدام القوة المفرطة لتعطيل الجلسة الأولى لمجلس النواب مهما كان الثمن وحاولوا جاهدين لكن فشل مسعاهم لإصرار الناس كل الناس على محاربة التنظيمات الإرهابية التي لاهم لها سوى كسب المال وبث فكرها المسموم.