تقاريرالأخبارصحةليبيا

كله أمل وتفاؤل…شاب من ضواحي درنة تطوع لمحاربة الإرهاب فقد رفاقه ويقول لنا ” ماقدمناه كان لله وللوطن”  

أخبار ليبيا24- خاص

بيئة طيبة وعائلات بسيطة جدا جل طموحهم وطن وعيش كريم بطبيعة الحال كل أب وأم تخاف على أبنائها وتحميهم بجنون، المفارقة هنا أن الإرهاب الذي زرع في درنة هدد كل المناطق والقرى المحطية بها معتقدا أن هذه البيئة البسيطة ستخضع له وسيكون تطويع سكانها سهلا يسيرا وعندما وجد مقاومة غير متوقعة كشر عن أنيابه فإما أن تقدم الولاء والبيعة لأفكارهم البعيدة عن الدين والتي تنتهج الذبح والقتل لكل من يخالفهم وإما أن يكون الموت.

ومن هنا كل العائلات لم تعارض أبنائها للالتحاق بالجبهات للقتال ضد هذه التنظيمات في حرب شرسة لاتبقي ولا تذر لم تكن هناك إمكانيات تؤهل شباب في عمر الزهور من مقاومة هذه التنظيمات بالحسابات العسكرية ولكن كان رفض الشارع لهم ولأفكارهم هي الحافز، فمن المتعارف عليه أن التنظيمات الإرهابية تتلقى دعم مادي ومعنوي وعناصرها مدربة على أعلى طراز في الداخل والخارج وكانوا يعتبرون أن وجودهم في ليبيا نزهة لأن العدة والعتاد والحسابات العسكرية معهم وكانت استراتيجية الموت والخوف في صالحهم هذا ما اعتقدوه واعتمدوا عليه ولكن كانت أعمالهم ضدهم وتزيد من إصرار المواطن البسيط على نبذهم فالمسألة أصبحت حياة أو موت مسألة وجود فاغتيالاتهم وذبحهم وتفجيراتهم لم ترهب الناس كما كانوا يتوقعون بل زادت عزيمتهم للقضاء على هذه التنظيمات بكل مسمياتها وفروعها وأذرعها.

الشاب بشير عبد العليم المنصوري من ضواحي مدينة درنة عند دخول فريق “أخبار ليبيا24” عليه كان يبتسم هو ورفاقه، أسلوبه مرح رغم مرارة ما مر به بروح الفكاهة والأمل بغد مشرق استقبلنا ولا تخلوا ردوده من واقعية فعلا جرعة الأمل لدى هذا الشاب لا يمكن أن نصفها وبين كل جملة وجملة يكرر “لله وللوطن” لا يطلب شيء إلا التخلص من الإرهاب ومن يدعمه ورخاء وصلاح الوطن.

وقال المنصوري :”أصبت في المدينة القديمة في درنة أثناء مواجهات الجماعات الإرهابية يوم 60 مارس 2019 أنا شاب مدني تطوعت لقتال الجماعات الإرهابية مع انطلاق عملية الكرامة لاجتثاث هذه الزمرة الفاسدة بأفكارها تطوعت لله والوطن أنا مواليد 1995 م تلقيت العلاج ومكثت في المستشفى لمدة شهرين والآن أقوم مع زملائي بتأمين مدينة درنة بعد أن قضينا على الجماعات الإرهابية”.

وأضاف بشير :”أكثر من نصف رفاقي قتلوا في مواجهات الجماعات الإرهابية سواء كان في طوق درنة أو داخل المدينة القديمة فقدت رفاقي وهم أهلي ووجعهم لا يقل عن وجع فقد أخي مواليد 1996 وأيضا قتل عمي وأبناء عمي اثنين رحمهم الله، نعم الفقد يؤذي لكن فرحتنا بالقضاء على التنظيمات الإرهابية ورفضنا لوجودها تهون التضحيات من أجل الوطن لننعم بالأمن والأمان”.

وتابع المنصوري :”نحن دفعنا ضريبة ولا نطلب من الدولة شيء ولا نتمنن على بلادنا فالإرهاب لو كان موجود لما سلم أحد منه لا مواطن ولا مؤسسة ولكن اليوم الذي وقفنا فيه ضد الإرهاب لم يطلب منا أحد ذلك ولم نقبض مال من أي جهة حتى السلاح الذي حاربنا به سلاح قمنا بشرائه من حسابنا الشخصي وأيضا التموين كنا نجمعه بيننا نعم كان الحمل ثقيل على البعض دون الآخر لكننا لم نطلب شيء لأنفسنا ولم نستلم شيء وأكرر نحن لا نمن على الوطن فمواجهتنا مع الإرهاب كانت مصيرية حياة أو موت، وأتمني من كل مسؤول أن ينظر لأسر الشهداء فقد تركوا أبنائهم من أجل الوطن ومن أجل أن تنعم ليبيا بالرخاء وأعتقد أن الوطن في طريقه للخير والصلاح”.

سكت بشير للحظات ونظر وهو يبتسم وقال بلهجته المتواضعة :”تصدق الجراح من بره ومن جوه بس نبو الوطن يتريح ونفتكوا من الإرهاب اللي دمر الوطن وقتل خيرة شبابنا”.

ويواصل :”نعم قاومنا الإرهاب بلا شيء سوى العزيمة والإصرار والإيمان بقضية وطن فلا مكان للإرهاب بيننا لم يهزمونا بالعدة والعتاد الفرق بيننا الإيمان بقضية هم مرتزقة مدفوعي الأجر ونحن أهل الوطن لن نتنازل عنه ولا نبيعه بأموال الكون رغم فقرنا وبساطتنا فكلنا فداء للوطن وما قمنا به لا نريد عليه جزاء ولا شكورا فقط نريد وطن نعيش فيه بسلام ويحترم أدميتنا التي أهدرتها الجماعات الإرهابية تحت ستار الدين وأباحت كل شيء المال والعرض والأرض”.

وختم المنصوري حديثه معنا مبتسمًا كعادته وقال لنا :”ركوزلي اللى درناه كان لله وللوطن”.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى