أراء حرة

الإرهاب الداعشيّ يتخطّى الحدود

الإرهاب الداعشيّ يتخطّى الحدود

بقلم / إبراهيم علي

الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود تشكّل تهديدًا أساسيًّا للبشريّة والإنسانيّة ولا تراعي لا دينًا ولا عرقًا، فأيّ استخدام للقوة لترويع الناس بدون حرب أو نزاع هو إرهاب، والتفجيرات التي حدثت في ليبيا والجوار مثّلت أقصى درجات الإرهاب والتطرّف في شمال إفريقيا، ما هو مرفوض ومنبوذ تمامًا، لكن في الوقت نفسه هذه التفجيرات أعطت دليلًا على أنّ الإرهاب الداعشيّ يتخطّى الحدود، فهو لا يخضع لأي معطيات زمانية ومكانية.

فبعد دحر داعش في العراق ثم في سوريا، أصبح مصير دمويي هذا التّنظيم ووجهتهم هو حديث السّاعة، فبعضهم توجّهوا إلى إفريقيا وبعضهم عادوا إلى بلدانهم لتنظيم عمليّات إرهابيّة جديدة ضدّ المدنيين والعسكريين والدولة من أجل إعادة فرض وجودهم.

كلّ تفجير جديد ينفذه داعش بحقّ الأبرياء يؤكد على أنّ الإرهاب لا أرض، ولا موطن، ولا جنسية له، من جهة أخرى التفجيرات الّتي تُنسب لداعش تبيّن أنّ التنظيم يراهن على إعادة تموقعه وبناء ذاته من جديد من خلال استغلال بعض الأحداث في مناطق متعدّدة من البلاد تنفيذًا لمخططاته الإرهابيّة في العموم.

ومن جهة أخرى، وبعد تفكيك مكونات تنظيم اعش، يتبيّن أنّ أغلب دموييه ينتمون لجنسيّات متعددة، وهذا يؤكد خطورة إعادة توزيع هؤلاء في دول العالم خاصة أن العديد من البلدان الأصلية لإرهابيي داعش يرفضون عودتهم ومنهم من جهّز المحاكمات حتى يتمّ متابعتهم، لهذا برزت فكرة إعادة تمركزهم في مناطق غير مستقرة أو تعرف ضعفًا في نظامها السياسي كليبيا أو بعض دول الساحل الإفريقي، ما يجعل هذا التنظيم يعيد تنظيم نفسه وترتيب أوراقه وإعادة استقطاب إرهابيين جدد من خلال الاستثمار في الأحداث التي تتعرض لها الدول العربية والإسلامية بهدف الثأر وبناء الدولة الإسلامية حسب زعمهم.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى