أراء حرة

داعش يسيطر على العقول في المدارس والجامعات

بقلم / إبراهيم علي

لم يقتصر إجرام داعش الإرهابيّ على استراتيجيّاته المتعلّقة بالتخويف والنهب والتجنيد والتخطيط لعمليّات إرهابيّة دامية في المناطق اللّيبيّة الّتي احتلّها العناصر وبنوا معاقلهم فيها. لم يكتفِ التّنظيم بتجنيد الفئة الشبابيّة من اللّيبيين ولم تتوقف طموحاته عند الذّكور والبالغين فحسب، إذ إنّ خطّة الدواعش للتمدّد والاستيلاء على الأراضي كانت خطّةً محكمةً قائمةً على زوايا مختلفة وعلى مصادر متعدّدة. لقد عمد التّنظيم إلى السيطرة على العقول من خلال نشر ثقافة الموت في المدارس والجامعات على حدٍّ سواء.

ففي المدارس، باشر الدواعش بتدريس الأطفال مفاهيم خاطئة ومبادئ مضلّلة وقواعد مبتكرة ذات صلةٍ بالإرهاب. لقد عمد التّنظيم إلى تجميل هذه الصورة في أعين الأطفال من خلال إطراب مسامعهم بإنجازات التّنظيم وانتصاراته والمستقبل الّذي يخبّؤه لهم. لقد بات منهاج داعش للدراسة خاليا من العلم والمعرفة والثقافة وامتلأ بالكذب والخداع والظلام.

كما لجأ التنظيم إلى إعطاء التعليم الإرهابيّ مكانة كبيرة وأهمية أكبر من خلال تأسيس المدارس وتغيير المناهج ونشر الكتب لغسل أدمغة الأطفال وتأمين استمرارية التنظيم.

أمام هذا الإرهاب الثقافيّ، اكتشفت ليبيا أنّه لا يكفي محاربة الإرهاب من وجهةٍ عسكريّة فقط، بل إنّه يجب التّركيز أيضًا على كيفيّة القضاء على الفكر الداعشيّ المتعشّش في عقول الأطفال الّذين ليسوا سوى ضحايا وقعوا في شباك الدواعش نتيجة براءتهم وعدم معرفتهم بمآسي الحياة وصعابها.

من هنا باشرت المؤسسات التربوية بالتنسيق مع الجمعيّات الحقوقيّة نشر التوعية في المدارس والجامعات بغية إنقاذ الأطفال والشباب من داعش المتشدد والمتطرّف. ولاقت هذه المبادرة استجابةً كبيرةً من الأهالي الّذين حرصوا على حماية أولادهم من الخطر الداعشيّ.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى