هزائم داعش لا تقتصر على أرض الواقع بل تمتدّ إلى العالم الافتراضي

بقلم / إبراهيم علي

سعى التّنظيم الإرهابيّ داعش منذ نشأته واحتلاله دول شمال إأفريقيا إلى توسيع نشاطاته وكسب المزيد من القوة والدّعم بهدف بلوغ أهدافه في أسرع وقتٍ ممكن، لكنّ الضربات لم تتوقف عن استهدافه وإضعافه مرّةً بعد مرّة. إذ كان داعش يلقى رفضًا كبيرًا من كلّ من هم حوله، سواء أكانوا سياسيين، مواطنين، مدنيين، عسكريين وغيرهم، كلّهم يكنّون الكراهية لداعش ويشعرون بالاشمئزاز منه ومن أعماله الهمجيّة المقيتة الّتي تُشعر بالغثيان.

لقد اتّحد الجميع لمحاربة داعش وإلغاء وجوده وأثره، ففي كلّ معركة ميدانية يخسرها تنظيم داعش الإرهابيّ، ويطرد مقاتليه إلى خارج المدن الّتي كان قد احتلّها، كما هو الحال في الأراضي اللّيبيّة، يفقد التنظيم عددًا من حساباته الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتراجع عدد المتابعين لهذه الحسابات المتطرفة في مواقع “تليجرام”، و”تويتر”، و”فيسبوك”، لتصبح خسارة التنظيم الإرهابي ليست على أرض الواقع فقط، إنما تمتد إلى هزائم متتالية في الفضاء الإلكتروني.

لقد توالت الضربات الإلكترونية الموجهة ضد داعش، حتى بدأ التنظيم التفكيري في الخروج من هذا الحصار الإلكتروني بتطوير منصّة إعلاميّة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون الإعلان عن نوع المنصة التي يلجأ إليها التنظيم.

ووفقًا لوكالة الشرطة التابعة للاستخبارات اللّيبيّة، فإنّ المنصة الجديدة على شبكة الإنترنت تمّ الكشف عن تفصيلها خلال 48 ساعة فقط، ما يشير إلى استراتيجيّة أمنية جديدة متبعة من قبل الدولة اللّيبيّة لتتبع خطوات مقاتلي داعش.

واستمرت محاولات داعش للانتشار إلكترونيًّا، بتأسيس موقع “خلاف بوك” بسبع لغات، شبيه لموقع فيسبوك، إضافة إلى وكالة “أعماق” ومجلات ناطقة باللغة الإنجليزية، لإيصال رسائله المتطرفة والإعلان عن مسؤوليته عن الهجمات الإرهابية. ولكن خلال الأعوام الأخيرة، توالت الضربات الإلكترونية ضد داعش، لتقوم أجهزة الاستخبارات اللّيبيّة بالتّنسيق مع الاستخبارات الدوليّة بغلق أكثر من 235 ألف حساب على تويتر، مع رصد أكثر من 2000 تدوينة على أكثر من 52 منصة إلكترونية، وإغلاق 70 قناة لداعش على تليجرام كانت تبث بـ12 لغة مختلفة، بالإضافة إلى تراجع أعداد المتابعين إلى 30 متابعًا للحساب الواحد.

Exit mobile version