أراء حرة

الإرهاب يهدد قدسية رمضان..و الليبيون يرفضونه

بقلم/إبراهيم علي

لشهر رمضان الكريم قداسة عند المسلمون فلا رفث ولافسوق، فيه يزداد الحب والتسامح وترك الأحقاد والضغائن والابتعاد عنها والصفح، يجنح فيه المسملون الصائمون إلى قراءة القرآن والتفكر والتدبر حتى يحين وقت الإفطار على مدى ثلاثون يوم كاملة.

يشعر المسلمون في هذا الشهر الفضيل أنهم أقرب إلى الله منه في أكثر من وقت آخر، أقرب إلى الطاعات والعبادات الفرض والنافلة يصبحون ويسمون وهم في سكينة وهدوء  يحس فيه الغني بحاجة الفقير فيعطف عليه ويكرمه.

إلا أن قداسة شهر رمضان قد تدمر بسبب التهديد المستمر للمتطرفين الذين لا يحترمون المجتمع الإسلامي ويتصرفون حصريًا لمصالحهم، دون مراعاة لحرمة هذا الشهر وطقوسه فتنفيذ غاياتهم أولى وأهم في معتقداتهم.

عادة المتطرفون الإرهابيون من أي جماعة كانت لا يحترمون الإنسانية ولا الأديان السماوية ولا المناسبات الدينية، يرتكبون الجرائم بحسب عقيدتهم الضالة البعيدة كل البعد عن الإسلام وتعاليمه السمحة.

وعلى عكس الطريقة التي يفكر بها هؤلاء الإرهابيون، فإن شهر رمضان هو عيد مسالم ووقت للتفكير والتأمل حيث أن رمضان كما الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتل وسفك الدماء منذ ما قبل الإسلام.

ففي الأعوام الماضية خلال المعارك في بنغازي ودرنة التي خاضتها القوات المسلحة ضد هذه التنظيمات الإرهابية في هذه المدن لم تقم هذه التنظيمات الإرهابية أي اعتبار لشهر رمضان ولالحرمته واستمرت في حربها وجرائمها ضد كل معاديها ومخالفيها فكرًا وعقيدة من عسكريين وصحفيين ونشطاء والتنكيل بهم وقتلهم.

وفي التراث العربي قبل الإسلام وفي الدين الإسلامي فإن أربع أشهر من التقويم العربي وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمُحرَّم، ورجب تسمى “الأشهر الحرم”، وهذه الأشهر الحُرُم يوضع فيها القتال – إلا ردًّا للعدوان– وتُضاعف فيه الحسنةُ كما تُضاعف السيئةُ.

وذهب الشافعي وكثير من العلماء إلى تغليظِ دِيةِ القتيلِ في الأشهر الحُرُم وكان الهدف من هذا التقليد عندهم هو تمكين الحجاج والتجار والراغبين في الشراء من الوصول آمنين إلى أماكن العبادة والأسواق والعودة بسلام.

لذلك يتعامل المسلمون مع شهر رمضان كأنه من الأشهر الحرم يركنون فيه إلى سلم نفسي واجتماعي يبتعدون عن كثير من السيئات والموبقات والذنوب، ويترفعون عن مواضع الرذيلة والمحرمات بكل أنواعها قدسية واحترامًا لهذا الشهر الكريم.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى