أراء حرة

نساء يتحولون من أضعف ضحايا “داعش”إلى قامعي ظلمه

بقلم / إبراهيم علي

كتب الكثير عن الأعداد الهائلة من المقاتلون الأجانب الذين تركوا بلادهم للأنضمام الى صفوف “داعش” الإرهابي والقتال إلى جانب وحوشه في بؤر التوتر, ولكن لا بد من تسليط الضوء على مئات الرجال والنساء الأجانب الذين تأهبوا لنجدة المظلومين والمضطهدين على أيدي تنظيم همجي ارتكب أشنع أنواع الجرائم وأروعها بحق المدنيين الأبرياء والإنسانية المهددة والدين الإسلامي المتبرأ من هكذا تنظيم.

بمختلف مهاراتهم وتخصصهم وخبراتهم, التحقوا هؤلاء الأبطال إلى الحملة المناهضة “لداعش” والمصممة على هزيمته, مكرسين قدراتهم لإسعاف ضحاياه ومخاطرين بحياتهم لنصرة الحق ودحر الظلم. أما بعد الذل والأستعباد والاستغلال, جاء من ينصر ضحايا الدواعش من النساء الذي اختطفوا واغتصبوا وعذبوا, فمن بين المتطوعين لمحاربة داعش والمتدفقين لإيقاف إرهابه العديد من النساء المجندات والأطباء والمسعفات.

بمختلف مهاراتهم, أسرعوا لردع “داعش” دون تردد أو خوف, تاركين بلدانهم عائلاتهم وحياتهم لاسترجاع حق ضحايا “داعش” بحياة حرة ومستقبل واعد.

أما قمة الانحطاط والذل يكمن في مشهد “الدواعش” منهزمين ومعتقلين لدى نساء لم تخافهم ولن تتردد في رميهم في مزبلة التاريخ.

بلغة كردية ركيكة، ومفردات جمعت بين الألمانية والإنجليزية، تروي مقاتلة ألمانية تدعى “روجدا” البالغة من العمر 24 سنة، وهو اسم حركي كونها رفضت الكشف عن اسمها الصريح أنها تركت بلدها ألمانها وسافرت الى سوريا محاربة عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي بث الرعب والخوف خلال الأعوام الماضية.

وذكرت “آرين” البالغة من العمر 31 سنة التي عملت مع الجيش الفرنسي لمدة 5 سنوات أن ما دفعها للمشاركة في القتال مشاهدة مقاطع ذبح صحافيين ومتطوعين في الإغاثة على يد عناصر التنظيم؛ حيث تركت أثراً عميقاً لديها ولدى الكثير من أمثالها. وتعمل الكندية البالغة من العمر 27 سنة التي أطلقت على نفسها اسم فيان، في نقطة طبية قريبة من الخطوط الأمامية في جبهة الباغوز، وبعد الانتهاء من دراستها الجامعية في مسقط رأسها ونيلها شهادة الطب العام، قررت السفر إلى سوريا منذ سنة.

وأكدت أنها أول حرب تشارك فيها بوصفها طبيبة ميدانية، قائلة “عندما أسمع هدير الطيران وصوت قذائف الهاون أشعر بالخوف، لكن عندما أفكر بأن هناك مقاتلة أو مقاتلا أو مصابا سقط جريحاً ويجب علاجه، أتحرر من هاجس الخوف لأقوم بواجبي”.

وتوافد عدد كبير من المقاتلين والمقاتلات الأجانب القادمات من أوروبا والأميركتين للانخراط في صفوف محاربة داعش, تقاطروا إلى جبهات القتال لإسناد القوات المقاومة لداعش في قتال مسلحي التنظيم الأرهابي، حيث شكل عدد من أولئك المقاتلين كتيبة خاصة سموا نفسهم بالكتيبة الأممية، فيما شكل آخرون فرق طبية تتولى مجالات الإسعاف، إضافة إلى تطوع الكثير منهم في مجال الإعلام لتوثيق المعارك عبر كاميراتهم ومهارتهم الحرفية لرصد جرائم تنظيم داعش، وسقط الكثير منهم في جبهات القتال .

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى