الأخبارتقاريرليبيا

خلال إحاطته .. سلامة : “حفتر والسراج” اتفقا على ضرورة توحيد المؤسسات وتحديد موعد للانتخابات قبل نهاية العام

أخبار ليبيا 24 – خاص

هنأ الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة دولة فرنسا على رئاستها لمجلس الأمن خلال إحاطته اليوم الثلاثاء .

وقال سلامة  “ليس من قبيل المبالغة القول بأن الوضع في ليبيا يقف عند مفترق طرق حاسم، ونحن دائبون في العمل على منع أي تصعيد في التطورات والتوترات الأخيرة على أرض الواقع، ونركز بدلاً من ذلك على تحقيق الاستقرار ووضع ميثاق سياسي يمكّن من إنهاء الأزمة في البلاد.

انتهاكات إنسانية

وتابع أنه في 13 يناير، دخلت قوات المشير خليفة حفتر سبها بشكل سلمي، وبينما وقعت بعض الحوادث البسيطة، إلا أن وصول قوات “حفتر” يُنظر إليه عموماً على أنه تطور إيجابي ويحقق الاستقرار.

وأشار إلى أنه عندما تحركت هذه القوات للسيطرة على مُرزق في الجنوب الغربي، كانت هناك معارضة نشطة من مجتمع التبو والمجموعات المسلحة التابعة له. وفي هجمات انتقامية أعقبت ذلك مباشرة، تسبب هذا الاقتتال في قتل ما لا يقل عن 18 شخصاً من سكان مُرزق فيما أصيب 29 آخرون. ووردت أنباء عن إحراق تسعين منزلاً في هجمات انتقامية شنتها القوات التابعة للقبائل تحت إمرة الجيش الوطني، حسب قوله .

وتابع أنه في الوقت الذي حقق فيه تواجد الجيش قدراً كبيراً من الأمن والاستقرار في الجنوب مما مكّن المصرف الموازي في الشرق من إيصال الأوراق النقدية إلى سبها، إلا أنه من غير الواضح إلى متى يمكن أن تستمر هذه الحملة في ضوء الصفوف الطويلة في انتظار إعادة الإمداد ومحدودية الموارد المالية للحكومة الموازية.

ولفت إلى أنه كانت هناك بعض التحركات لقوات الجيش الوطني الليبي في الجفرة فضلاً عن تسيير دوريات باتجاه سرت، وقد أدى ذلك إلى احتكاك وتصعيد في التوترات مع قوات من مدينة مصراتة التي ما زالت تتمركز في سرت بعد عملياتها المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية هناك.

وأكد المبعوث الأممي انتهاء المعارك في شرق ليبيا بعد تحرير مدينة درنة، مبدئًا قلقه من بعض التقرير التي تفيد بانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني خلال العمليات العسكرية الأخيرة هناك، حيث وردت تقارير تفيد بأن القتال أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين .

التوترات الراهنة

وفي غرب البلاد، قال سلامة إن هناك تحركت لعض القوات في بعض المناطق رداً على التوترات الراهنة، وحتى الآن، يبدو أن هذه التحركات المحلية ما هي إلا استعراض للقوة ولا يبدو أن أي من هذه الأطراف مستعد لشن هجوم ضد أي طرف آخر، ولكن هناك خطر حقيقي من سوء التقدير أو من أن تبدأ القوى المتطرفة مناوشات أملاً في أن ينجرف الآخرون إلى مواجهة أكبر.

وفي طرابلس، لا يزال وقف إطلاق النار قائماً، غير أن خطة الترتيبات الأمنية لطرابلس الكبرى تبقى في طور التنفيذ الجزئي فقط .

وأكد أن البعثة قامت برعاية جولتين من المحادثات التّحضيرية بين مستشارَي رئيس المجلس الرئاسي فائز السّراج والقائد العام المشير “خليفة حفتر” انعقدت في مكاتب البعثة بتونس.

وتمخض عن تلك المحادثات – بحسب إحاطة سلامة –  لقاء جمع القائدين في أبوظبي حيث اتفقا على عدد من المبادئ الهامة وهي أن تكون ليبيا دولة مدنية بنظام ديمقراطي تتمتع بالسيطرة المدنيّة الكاملة على الجيش وأن يكون انتقال السلطة سلميّاً.

موعد للانتخابات

كما اتفق الطّرفان على ضرورة توحيد مؤسسات ليبيا التي تعاني انقساماً منذ أمد طويل وعلى تحديد موعد للانتخابات الوطنية قبل نهاية هذا العام، لافتًا إلى أن العديد من هذه المبادئ ليست بالجديدة، فهذه المحادثات، في واقع الأمر، استمرار للمسار الذي شُرع فيه في سبتمبر 2017. ما استجد في الأمر هو النية الصادقة في ترجمة هذه الكلمات إلى نهاية فعلية للمرحلة الانتقالية من خلال الانتخابات.

وأعلن سلامة عن افتتاح مكتب للأمم المتحدة في بنغازي، فبعد شهور عدة أوشكت فيها البعثة على فتح المكتب، يجري الآن إرسال موظفي الأمم المتحدة إلى بنغازي للاضطلاع بمسؤولياتهم بشكل أفضل في جميع أنحاء شرق البلاد.

ويجري النقاش الآن حول افتتاح مكتب آخر في سبها لدعم العمل في جنوب البلاد، ولقد قامت برامج الأمم المتحدة بزيارة لسبها كانت الأولى منذ توقف العمليات هناك في عام 2013.

عواقب الاقتصاد

وقال المبعوث الأممي إنني وسبق من وأن حرت في الإحاطة السابقة من عواقب الاقتصاد القائم على النهب في ليبيا، غير أنه مما يبعث على التفاؤل هو الإجراءات المتخذة لمكافحة التهريب غير المشروع. ففي 7 فبراير، أصدرت النيابة العامة أكثر من 100 أمرٍ بالاعتقال ضد أفراد متهمون بالتورط في تهريب الوقود والتصرف فيه بشكل غير قانوني، كما أمرت بمصادرة 115 محطة وقود، حيث تبلغ قيمة عمليات تهريب الوقود المنظمة هذه أكثر من 750 مليون دولار أمريكي سنوياً.

تدهور البنية التحتية

وبين المبعوث أن البنية التحتية في ليبيا بشكل عام تعاني من التدهور بمستويات تنذر بالخطر. فالخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة والمياه والكهرباء، في حالة من التردي وإنتاج المياه يتسم، بوجه خاص، بالهشاشة. ومع تعطل ما يقرب من أربعة آبار كل شهر، فإن الفرع الغربي للنهر الصناعي، والذي يشكل المورد الرئيسي للمياه في منطقة الشمال الغربي، معرض لخطر الانهيار الوشيك.

وقال إن إطلاق خطة الاستجابة الإنسانية لليبيا لعام 2019 في 5 فبراير، وترمي هذه الخطة إلى الحصول على 200 مليون دولار أمريكي لمواصلة توفير خدمات الرعاية الصحية والحماية والمياه والمأوى لأكثر من نصف مليون من الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في ليبيا. وتشير التقديرات إلى أن نحو 823000 شخصاً، بمن فيهم مهاجرون و248000 طفل، هم بحاجة إلى المساعدة الإنسانية في ليبيا.

حقل الشرارة

وكشف المبعوث الأممي خلال إحاطته بالدور الكبير الذي لعبته البعثة في أدت إعادة فتح حقل الشرارة النفطي، منوهًا إلى أن إنتاج النفط وصل  إلى 1.2 مليون برميل في اليوم، وتستمر الرسوم على صرف العملات الأجنبية، مقترنة بتحرير القيود على فرصة شرائها، في توليد الإيرادات وتعزيز قيمة الدينار. وقد أدى ذلك إلى زيادة القدرة الشرائية والحد من التضخم وتقليص ربحية السوق السوداء على بيع العملة.

اللجنة المركزية

وأوضح سلامة أنه من الأمور بالغة الإيجابية أن تبدأ اللجنة المركزية المسؤولة عن انتخابات المجالس البلدية جولة جديدة تتألف من تسعة عمليات انتخابية في الأجزاء الجنوبية والغربية من ليبيا في 30 مارس.

وفي هذا السياق، أشار إلى أنه من الضروري أن تكون هناك هيئة واحدة فقط تأخذ على عاتقها مسؤولية إدارة الانتخابات البلدية.

كما تستعد المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتنظيم الانتخابات الوطنيّة. ويسرنا أن نرى المفوضية قد انتقلت أخيراً إلى مقرها الجديد الآمن، بمساعدة الأمم المتحدة والشركاء الدوليين.

وبات من الضروري الآن أن توفر الحكومة التمويل التشغيلي اللازم للمفوضية لإنهاء التحضيرات للانتخابات.

وتابع أن البعثة دأبت على الاتصال المستمر مع عدد من الدول والمنظمات الإقليمية بما في ذلك جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوربي.

وشاركتُ إلى جانب الأمين العام في مؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي. وأرحب هنا برغبة الإتحاد الافريقي في دعم خطة عمل الأمم المتحدة.

وأعرب المبعوث عن امتناني لما أبداه كل من مفوض الإتحاد الأفريقي للسلام والأمن، السيد إسماعيل شرقي،   ووكيلة الأمين العام، السيدة روزماري دي كارلو، من دعم لجهودنا خلال زيارتهما يومي 12 و13 مارس.

الملتقى الوطني

وأكد سلامة على عقد الملتقى الوطني يومي 14 و15 أبريل المقبل في ليبيا، وهو يشكل فرصة حاسمة لإنهاء الفترة الانتقالية التي بدأت قبل ثماني سنوات.

ونعمل الآن، وقبل انعقاد الملتقى الوطني، مع العديد من الاطراف بغية ضمان أوسع مشاركة ممكنة في العملية السياسية. وقد تجلّى لنا أن الليبيين تحدوهم رغبة شديدة في توحيد مؤسساتهم في أسرع وقت ممكن. غير أنهم للأسف يواجهون قوى متنفذة تستفيد مادياً من حالة الفوضى والانقسام السائدة في البلاد ولذا فإنها تعزف عن العمل باتجاه التوحيد.

وأوضح أن الملتقى الوطني يشكل فرصة حاسمة لجميع الأطراف من دون أي استثناء لوضع خلافاتهم جانباً في سبيل إعلاء مصلحة البلاد وتوحيد صفوفهم وتجنب الحرب واختيار طريق السلام والازدهار.

وسيتم في الملتقى الوطني اختيار ما إذا ستتم المصادقة على الميثاق الوطني الذي كان نتاج العملية التشاورية التي تمت في إطار الملتقى الوطني، كما أنه سيرسم خارطة طريق لإنهاء الفترة الانتقالية وذلك من خلال انتخابات برلمانية تتزامن مع أخرى رئاسية، أو من خلال انتخابات تتم على مراحل. وسوف يقدم توصياته بشأن كيفية التعامل مع مشروع الدستور الذي أصدرته هيئة صياغة مشروع الدستور.

ودعا المبعوث الأممي الجميع في المجتمع الدولي إلى وضع مصالح الشعب الليبي في المقام الأول والعمل بشكل ملتزم وصادق للضغط على جميع الأطراف لتجنب النزاع والتوصل الى صيغة سلمية لإنهاء الفترة الانتقالية في ليبيا، من أجل جميع أبناء الشعب الليبي.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى