الأخبارليبيا

مدير عام المركز الوطني لمكافحة الأمراض بدر الدين النجّار: انتشار داء “الليشمانيا” بسبب عدم توفر الإمكانيات ومنظمة الصحة العالمية وفرت اللقاح

أخبار ليبيا24- خاص

عزا مدير عام المركز الوطني لمكافحة الأمراض الدكتور “بدر الدين بشير النجّار” انتشار داء الليشمانيا في عدد من المدن الليبية إلى عدم توفر الإمكانيات لمركزهم

إلا أن “النجّار” أشاد في ذات الصدد بجهود منظمة الصحة العالمية التي قامت بتوفير كمية من اللقاحات، مضيفاً أنه ليس من صلاحيات مركزه شراء الأدوية، محملاً المسؤولية لجهاز الإمداد الطبي الذي يستلم احتياجات المركز ويقف عاجزًا أمام توفيرها.

وفي حوار عبر الهاتف مع أخبار ليبيا 24 أشار “النجار” إلى قيامهم بتفعيل السجل الليبي للسرطان لدراسة المرض ومعرفة عدد المصابين به، والوقوف على أسباب انتشاره في المجتمع الليبي، وذلك ضمن خطة المركز للعام الجاري.

فإلى نص الحوار ..

كيف تُقيّم “الحملة الوطنية للتطعيم”، وكم عدد الأطفال الذين تم تطعيمهم على مستوى ليبيا؟

الحملة كانت ناجحة بامتياز، وذلك بشهادة المراقب المستقل الذي تابع تنفيذها، فالحملة غطت أكثر من 96% من المستهدف، وهم الأطفال الليبيين من المقيمين في ليبيا، والنازحين والأطفال الأجانب المقيمين في ليبيا، والمهاجرين غير النظاميين، و وفق إحصاءاتنا، فقد بلغ عدد الأطفال الذين تم تطعيمهم في الحملة 2 مليون و700 ألف طفل في جميع أنحاء ليبيا، بدون استثناء.

[bs-quote quote=”العام الجاري شهد كارثة متمثلة في تزايد أعداد المصابين بالليشمانيا، إذ زاد عدد الحالات المسجلة عن 5000 حالة” style=”default” align=”left”][/bs-quote]

لكن الحملة نجحت بعد دعمها من منظمة “يونسيف” التي وفرت اللقاحات، هل أضحيتم تعولون على الدعم الدولي أكثر من حكومة الوفاق الوطني؟
الحملة طبعاً جاءت كاستجابة لانتشار وباء الحصبة بين الأطفال في ليبيا، حيث تجاوز عدد الحالات المؤكدة في ليبيا 1500 حالة خلال العام الماضي، وبعد التشاور بين إدارة التطعيمات واللجنة العلمية الاستشارية بالمركز، وخبراء من منظمتي الصحة العالمية والـ”يونسيف”، تم التوصية بضرورة إطلاق حملة لوقف انتشار الوباء، ومجابهته.
إلا أننا كنا بعد ذلك أمام مشكلة شراء وتوفير التطعيمات، إذ أن شراءها يتم عبر دائرة مستندية طويلة ومعقدة، قد تستغرق أشهر ولم يكن أمامنا كحلٍ عاجلٍ إلا مطالبة منظمتي الصحة العالمية و الـ”يونسيف” الدوليتين، اللتان وجهنا إليهما نداء استغاثة للمساعدة في القيام بالحملة، وقد تكفلت الأخيرة بالاستجابة وشراء كل التطعيمات وتوفيرها لنا دون أن تنفق الحكومة الليبية مليماً واحداً، وهذا رد على ادعاءات البعض بأن توفير التطعيمات كانت صفقة.

قلت في تصريحات سابقة أنكم سجلتم 5000 حالة إصابة بين جديدة ومتعايشة مع مرض نقص المناعة المكتسبة “الأيدز”، هل العدد يخص 2018 وحده؟

العدد يتعلق بعدد المتعايشين مع المرض والمسجلين في المركز ويشمل عدة سنوات، ولا يشمل 2018 وحده.

هل يوفر مركزكم الأدوية لهذه الأعداد؟

مركزنا حسب اختصاصه يوفر أدوية لكل الأمراض المعدية والخطرة، فكما نعلم أن انتشار الأمراض المعدية يُهدد المجتمع، ونحن نعاني اليوم بالفعل نقصاً في لُقاحات الأيدز والدرن، والليشمانيا؛ لأن مركزنا غير مخول بشراء الأدوية، كل ما نقوم به في سبيل توفيرها هو مطالبة جهاز الإمداد الطبي مسبقاً وهو للأسف لم يعد قادراً على توفير الأدوية لنا.

سجلتم مؤخراً زيادة في عدد المصابين بداء الليشمانيا، ماذا عن المدن التي سجلت إصابات وأسباب الإصابة، وما هو دور المركز في ذلك؟

مركزنا كان لديه دور كبير في مكافحة مرض الليشمانيا، خاصة خلال السنوات السابقة، إذ كان لدينا برنامج (2009-2011م) لمكافحة الناقل وهي “ذبابة الرمل” و”القوارض البرية”، واستمرار المكافحة أدى لانخفاض كبير في ظهور حالات اللشمانيا، ومؤخراً نتيجة لعدم تمكننا من توفير أدوية، زاد الوضع تعقيداً، وأصبح المرض يزداد تدريجياً، وأمامنا النتيجة، العام الجاري يشهد كارثة متمثلة في تزايد أعداد المصابين بالليشمانيا، إذ زاد عدد الحالات المسجلة عن 5000 حالة، لأن هذه الفترة “شهري يناير وفبراير” هو موسم ذروة بالنسبة للمرض، وغالب المدن الليبية سجلت حالات أبرزها تاورغاء وزليتن ومناطق الجبل الغربي، ومركزنا للأسف يقف مكتوف الأيدي لعدم توفر الدواء لديه، فالمرض مزمن ولا يشفى إلا بوجود العلاج الخاص به

[bs-quote quote=”منظمة الصحة العالمية وفرت 2500 عبوة للمصابين بداء الليشمانيا، والآن المنظمة في طريقها لتوفير شحنة ثانية بذات الكمية” style=”default” align=”left”][/bs-quote]

ماذا عن خطة المركز للعام الجاري، وهل أنتم راضون عما أنجزتموه حتى الآن؟

لدينا مساعٍ دائمة لتقوية منظومة الرصد والتقصي بالمركز، وبناء فرق الاستجابة السريعة، والرفع من مدى الجهوزية لمكافحة الأمراض، واتخاذ الاجراءات في حال انتشارها، كما أننا نبذل جهداً كبيراً في برامج الوقاية، فخلال العام الجاري قمنا بتفعيل السجل الليبي للسرطان بالربط مع كافة مراكز علاج الأورام في ليبيا، لجمع بيانات مرضى الأورام وتحليلها لمعرفة عوامل الاختطار، ومدى انتشار المرض في المجتمع الليبي، كما قمنا بتعزيز وتقوية امكانيات اللوائح الصحية الدولية من خلال التقييم الخارجي وتحديد نقاط الضعف والتحديات التي سوف يتم العمل عليها خلال العام الجاري، ونحن من خلال الإمكانيات المتوفرة في هذه الأوقات الصعبة، قمنا بالفعل بإنجاز كل المطلوب منا بصورة مرضية

وجهتم نداء للمنظمات الدولية بالتدخل لتوفير حقن للأمراض، هل ثمة استجابة؟

تمت الاستجابة بالفعل، ومنظمة الصحة العالمية وفرت 2500 عبوة للمصابين بداء الليشمانيا، والآن المنظمة في طريقها لتوفير شحنة ثانية بذات الكمية، بينما في المقابل لم نستلم أي شحنة من جهاز الامداد الطبي حتى الآن، رغم كل مراسلاتنا له.

كيف تُقيّم دور جهاز الإمداد الطبي و وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني؟

جهاز الامداد الطبي لم يستطيع تلبية احتياجات المركز فيما يخص التطعيمات، وأدوية الأمراض السارية، بصورة انتظامية، أما وزارة الصحة دائماً جاهزة لدعم المركز، لكن بسبب ضعف الامكانات أصبحت لا حول لها ولا قوة، ورأيتم فيهم حرص لدعم المركز، لكنهم عاجزون أمام ضعف الإمكانيات.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى