الأخبارحواراتصحةليبيامقابلات

عميد جامعة بنغازي مصطفى الفاخري في حواره مع “أخبار ليبيا 24” يتحدث عن إعادة إعمارها والإجراءات المتخذة بشأن الطلبة الجدد والمتعثرين

أخبار ليبيا24- خاص

تعد جامعة بنغازي “قاريونس” سابقاً من أكبر الجامعات الليبية بكافة فروعها ، غير أن الحرب التي دارت بها دمرت العديد من مباني الكليات مثل الهندسة وكلية الإعلام وكلية الاقتصاد وتحتاج إلى مبالغ كبيرة لصيانتها وترميمها ؛ ما هو دور وزارة التعليم اتجاه الجامعة وماذا قدمت الجمعية الليبية لإعمار الجامعة هناك تساؤلات كثيرة سوف يجيب عليها عميد جامعة بنغازي الدكتور “مصطفى الفاخري” خلال حواره مع “أخبار ليبيا24″، فإلى نص الحوار..

– ما هو حجم الأضرار التي لحقت بجامعة بنغازي بعد الحرب ؟

– طبعاً لا يغيب عليكم الأضرار التي لحقت بجامعة بنغازي بالخصوص والمدينة بالعموم ، كل هذا الدمار في مرافق الجامعة والبنية التحتية أثر بشكل كبير في استكمال وظائف الجامعة وبتأدية خدماتها بشكل مطلوب، هذا الدمار لم يؤثر فقط على المرافق بل أثر على الموارد البشرية أيضاً حيث حصلت حالة كبيرة من النزوح لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة الليبيين ومن غير الليبيين ما أثر على الجامعة وقدرة تنفيذ كثير من البرامج التعليمية .

– كيف يتم استيعاب الطلاب في ظل ظروف الجامعة الحالية؟

– نظراً لتوقف الدراسة لمدة عام ونصف تقريباً تراكمت أعداد الطلبة الذين ينتظرون دورهم في الانضمام إلى الجامعة كل هذه المعطيات وهي زيادة الأعداد الطلابية وقلة القدرة الاستيعابية للجامعة ومرافقها على قلة أعضاء هيئة التدريس كل ذلك كان من الأسباب التي أثرت على أداءها.

– كيف تسير الأمور المالية لجامعة بنغازي ؟

– الموارد المالية للجامعة شبه معدمة وهذا لا يقتصر على الجامعة فقط إنما على كل مؤسسات الدولة نظراً لتأثر الموارد المالية للدولة الليبية بسبب المشاكل التي تأثر بها المصدر الرئيسي وهي الموارد الطبيعية المتمثلة في النفط ، ولكن في ذات الوقت كان من الضروري جداً البدء في الدراسة باعتبار أن بداية الدراسة في جامعة بنغازي تؤثر إيجاباً على المجتمع وعودة الحياة إلى المدينة من جديد، ولاحظ الجميع أنه مع بدء الدراسة الجامعية واستقبال الطلاب بدأت تدب الحياة في مدينة بنغازي، حيث رجع النازحين من جديد إلى المدينة وبدأت تلتئم الدراسة شيئاً فشيئاً ، في البداية كانت جودة الدراسة ليس كما يجب ولكن كانت الأولوية هي عودة دوران العملية التعليمة في الجامعة وعودة النازحين.

– كيف كانت بداية الدراسة بعد الانقطاع ؟

– بدأت الدراسة في المدارس وكانت تعطى البرامج التعليمية حتى فترات مسائية ولكن اتخذ القرار بعودة الكليات إلى مبانيها الأصلية حتى وإن تأثرت المرافق وجزء منها مدمر مثل ما حدث في كلية العلوم وكلية الهندسة والاقتصاد وكلية الإعلام كلها عادت إلى مقراتها الأصلية في حين أنها لم تستكمل صيانتها بعد بشكل كامل.

– ماذا عن البيوت الطلابية والمواصلات الخاصة بالجامعة ؟

– التحدي الثالث تضرر البيوت الطلابية الذي أثر بشكل كبير على شريحة كبيرة من الطلاب القاطنين خارج مدينة بنغازي كان من الصعب التحاقهم بالدراسة مثل باقي إخوانهم في الجامعات الأخرى ، و من هنا حصل تباين واختلاف في الدراسة لبعض فئات المجتمع ، إضافة إلى حركة المواصلات كانت الجامعة تملك أسطول كبير من الحافلات الخاصة بها وهو شبه اعدم بالكامل واحترق وسرق فأصبحت الجامعة لا تملك وسائل مواصلات والطلاب عن طريق أولياء أمورهم يتكفلون بتوصيلهم للجامعة مما تسبب في الازدحام فترة الصباح وفترة الظهر نتيجة لكثرة السيارات، كلها تحديات تواجهنا.

– ماذا قدمت الدولة الليبية لجامعة بنغازي بعد انتهاء الحرب ؟

– كنا نتوقع من الدولة الليبية أن تعطي الجامعة جزء كبير من الأهمية والمخصصات المالية لتستطيع استكمال مشاريعها التعليمة ومرافقها لما كانت عليه ، وتحسين جودة المخرجات وصيانة ما دمر جراء الحرب ، لأن في النهاية المستهدف ليس فقط دراسة ومناهج تعليمية ومخرجات تظهر للمجتمع ، إنما نريد أن نؤكد على جودة المخرجات التعليمية بحيث تنعكس على المؤسسات الخدمية الأخرى سواء كانت مستشفيات أو مصارف أو مصانع أو أي شئ آخر وبالتالي الجامعات هي المصنع المسؤول على التنمية البشرية ، والتنمية البشرية هي الداعم الرئيسي في تنمية المجتمع المستدامة لزاماً على الدولة أن تهتم اهتماماً كبيراً بجودة العملية التعليمية وتتأكد من جودة الموارد البشرية لتأكد على التنمية الحقيقة للمجتمع .

– ماذا قدمت الحكومة الليبية المؤقتة للجامعة في ظل هذه الظروف ؟

– في ظل الأزمة المالية التي تعانيها الحكومة الليبية المؤقتة باعتبار أنها حرمت من موارد الوطن والالتزامات القائمة على الحكومة المؤقتة كبيرة جداً ليس فقط الجامعة لديها التزامات في كل القطاعات الأخرى ، فأصبح هناك شبه استحالة لتوفير متطلبات الجامعة للإمكانيات المحدودة للحكومة المؤقتة “.

– كيف تأسست جمعية إعمار الجامعة وماذا قدمت ؟

– ارتأينا ضرورة الاستعداد لإيجاد مصادر تمويل أخرى داعمة، نحاول من خلالها على الأقل أن نتحرك شيئًا فشيئًا ونحاول أن نؤهل مرافق الجامعة للعودة للحياة من جديد حيث تم إنشاء الجمعية الليبية لدعم الجامعة، وانطلقت هذه المبادرة من مجموعه من أعضاء هيئة التدريس وغيرهم شكلوا هذه الجمعية وأصبحت هي الجهة التي تقوم بالاتصال والتشجيع على المشاركة في إعادة إعمار الجامعة ، حيث كانت الجامعة في كل مرة تحدد أولوياتها لإعادة مرافقها وتحدد المواصفات المطلوبة للصيانة مثلا وتقوم الإدارة الفنية بمتابعه التنفيذ لتؤكد من جودة الأداء .

وقامت الجمعية بإعادة تأهيل القاعات الدراسية في الطابق الخامس في كلية الأسنان حيث كانت متهالكة وتم تأهيلها من جديد وهناك بعض المستودعات والمخازن التابعة لكلية الهندسة تم إعادة تصميمها من جديد على شكل قاعات دراسية لكلية تقنية المعلومات لأنه لا يوجد لهم أي مقر أو مبني خاص بهم.

– ماذا قدم رجال الأعمال لجامعة بنغازي؟

– قام أحد رجال الأعمال بالتكفل بمبنى متعدد الأغراض ويوجد به قرابة 40 قاعه دراسية سيبدأ البت فيه خلال الأسابيع المقبلة لاستيعاب أعداد من الطلبة الجدد ، و أيضاً تم عن طريق الجمعية إعداد مجسم كبير لمبنى من 120 قاعه دراسية هبة من إحدى مكاتب التخطيط الهندسي مجاناً رسومات هندسية وإنشائية وتحديد المقايسات الخاصة به وأحيل إلى وزارة التعليم وبدورها تم تحويله إلى مكتب رئيس الوزارء لتوفير ورصد المبلغ اللازم له.

– ما هو دور الجمعية لإعمار جامعة بنغازي ؟ 
دور الجمعية هو حث الجهات على التبرع وفي نفس الوقت التواصل من خلال العلاقات الشخصية مع رجال الدولة لإقناعهم بضرورة سرعه توفير المبالغ اللازمة لتغطية بعض احتياجات الجامعة .

– ما هو دور وزارة التعليم اتجاه الجامعة ؟

– حددت كثير من المواقع داخل الجامعة بالتنسيق مع الإدارة السابقة وعرضت كمشاريع على شركات محلية وكان مكتب المشروعات في التعليم عليه اختيار الأفضل وحالياً بدأت فعلا في تنفيذ الأعمال سواء في إعادة صيانة كلية الآداب والتربية وكلية الإعلام وكلية العلوم ومبنى مجمع كليات الاقتصاد ، و إعادة إنارة الجامعة من الداخل وبوابة الجامعة والمستشفى الجامعي داخل الداخلي للطلبة وكثير من المشاريع تم رصدها والتي رست على بعض الشركات المنفذة التي بدأت فعلا و أتوقع خلال ست أشهر ستبدأ ، المشاريع قاربت على الانتهاء لتظهر الجامعة بمظهر جيد ، فهي عبارة عن صيانة تشغيلية للمرافق المتهالكة من جراء الحرب نحاول أن نعيد إحيائها وقابلة للاستخدام ولكن ليس إعادة بناء لأنها تحتاج إلى وقت والى مبالغ كبيرة ، فترميم ما يمكن ترميمه على أمل أن تكون الظروف مواتية في المرحلة التالية.

وهنا أنا أقدم الشكر إلى رئيس مجلس الوزراء ووزارة التعليم، وجمعية إعمار الجامعة والجهات الداعمة لتشجيع هذه الأعمال لأنها تقدم وتحفز الناس والمؤسسات على المشاركة في دعم الجامعة.

– ماذا عن المشروع الإنمائي للأمم المتحدة ؟

– المشروع الإنمائي للأمم المتحدة بالمشاركة في إعادة إعمار الجامعة كان تركيز على النشاط الطلابي، لدي قناعة أن الجامعة مسؤولة ليس فقط على البرامج التعليمية إنما حتى على سلوك الطلاب وتهذيب وتحسين سلوكهم فعلم بلا تربية وسلوك جيد يعتبر علم ناقص على الدوام، كان مهم جداً التركيز على الجانب الترفيهي والاجتماعي للجامعة يهتم بالمرافق الطلابية المتمثلة في ملاعب كرة القدم والملاعب الخماسية والحمامات المجاورة وقاعة المرسم والموسيقى والمسرح، وسيتم البث فيها نهاية يناير وتكون جاهزة نهاية مايو.

وتم التواصل مع وزارة الصحة والشركات الداعمة لتأثيث مصحة الجامعة وتجهيزها لتقدم خدمات صحية عاجلة للطلبة والموظفين على مدار 24 ساعة.

– ماذا عن الجودة التعليمية ؟

– كان لابد أن نتكلم على جودة العملية التعليمية وجودة المخرجات قمنا بإنشاء مجموعة مراكز، مركز لتطوير الأداء الأكاديمي المسؤول لرفع كفاءة الموظفين وتدريبهم و مركز التطوير المؤسسي، ومركز تقنية المعلومات والاتصالات سيكون مهمته ميكنة الجامعة الإدارية والمهنية تكون برامج تقنية بحيث نبتعد عن العمل الورقي وتكون إجراءاتنا رقمية مخزنة بشكل جيد، ومركز للمعلومات لتوثيق كل البيانات لتسهل اتخاذ القرار الصائب .

وسنحيل البرنامج التعليمي إلى تقني بحيث يكون الطالب يستدعي المحاضرة من خلال منظومة إلكترونية ويتعود الطالب الدخول إلى مواقع تعليمية مختلفة ونعزز قدرة الطالب على التعليم الذاتي فضلاً على الحضور للمحاضرة وستزيد من الشفافية وعرض مكونات الجامعة للعالم الخارجي والمقارنة مع البرامج التعليمية في الجهات الأخرى كلها تعزز القدرة وجودة البرامج التعليمية.

وإعادة إعمار المباني والمقرات بأهمية إعادة إعمار البشر والتنمية لقدراتهم فكلها كانت أخذت في الاعتبار ولكن الأهداف كبيرة وعديدة والإمكانيات محدودة وإذا تم وضع خطة استراتيجية في كل فترة يتم تحقيق مرحلة نصبو إليها لنضمن الاستمرارية، في السابق الأعمال مقترنة بأشخاص بمجرد انتقال الشخص يتوقف العمل لأنها غير موثقة وغير مدرجة وغير محددة الأهداف والمعالم وهنا تغيب الاستمرارية، ولكن خطتنا كانت خطة مدروسة ومعلنة كل من يأتي بعدنا يكمل المشروع.

– ماذا عن التوأمة مع الجامعات الأخرى ؟

– حاولنا الاتصال لخلق شراكة علمية كانت لنا فرصة كبيرة مع عديد الجامعات للشراكة ومحاولة التغلب على النقص الذي قد يكون موجود سعينا إلى عقد شراكة مع بعض المؤسسات سواء محلية أو إقليمية أو دولية ، حيث أبرمت اتفاقية بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة إيني الإيطالية من ضمنها تقوم الشركة برعاية التنمية البشرية في ليبيا وأدرجت الجامعة من ضمن هذه الجهات المستهدفة.

حالياً سيتم التعاون مع جامعه “بكوني” في إيطاليا تحت رعاية شركة إيني لإطلاق مجموعة من البرامج التعليمية لتخريج مجموعة من الطلبة لخدمة إدارة الرعاية الصحية فكثير من الأشياء نتطلع إليها سواء كانت إعمار المكان أو تنمية قدرات البشر أو خلق شراكة مع الغير أو ضمان جودة مكونات البرامج التعليمية كلها تصب في تحقيق الوظائف الرئيسية للجامعة في نقل المعلومات واستخدام الجامعة لأحدث الوسائل التعليمية.

– ماذا عن الأمن في جامعة بنغازي ؟

– الأمن في الجامعة ينعكس علي الوضع الأمني في المدينة حيث أنها مرت بكثير من المراحل المختلفة كانت مرحلة يتعذر عليك التنقل من منطقة إلى أخرى وأثر هذا الوضع على الجامعة لذا حصل نزوح العاملين الأجانب وأثر عليها بشكل كبير، الآن بدأ الوضع الأمني يتحسن وعاد الناس والطلاب وبعودتهم تعود الحياة الدراسية تدب فيها، يظل الجانب الاقتصادي يؤثر على أعضاء هيئة التدريس الأجانب لم نقنعهم بالعودة فهم متأثرين بما يقال في الإعلام بالإضافة إلى الحوالات المالية مازالت متعثرة حتى الآن، من الصعب جدا إقناع عضو من خارج ليبيا القدوم إلى الجامعة، وسنحاول التغلب على هذه المعضلة ونحن ساعين في إيجاد حلول بديلة عن نقص أعضاء هيئة التدريس الأجانب في الجامعة، لأن هذا النقص سوف يؤثر على العملية التعليمة والعلمية.

– ماذا عن امتحانات القبول و فرز المتعثرين بالجامعة ؟

– مع كثرة الطلاب أصبح لزاما على الجامعة أن تجري امتحان قبول للتأكد من قدرة الطالب على دخول الجامعة وإمكانية توجيه مبكر إلى اختصاصات أخرى وأكثر استفادة لنفسه وللمجتمع أفضل بكثير من الدخول للجامعة ويتعثر فيها عدة سنوات بالتالي تبنت الجامعة امتحانات القبول بداية العام الدراسي لصالح المجتمع .
لدينا طلاب متعثرين في بعض الكليات 14 سنة أو 10 سنوات وهذا ثقل على المؤسسة التعليمة وعلى الأهل والدولة ويعاد توجيهه إلى الجهة التي تتوافق مع إمكانياته وقدراته، عملية فرز هؤلاء هي علاج وليس تذنيب وفصله لأجل الفصل، وأتمنى من الناس أن يتفهموا هذا الدور وهي محاولة فرز القادرين على الدخول للكليات وحسب القدرة الاستيعابية وفرز الطلبة المتعثرين وإعادة توجيهم.

وختامًا أتمنى أن يكون عام 2019 عام خير على الجميع والمؤسسات الليبية سوف تلتئم من جديد وتعود الجامعة إلى وضعها الطبيعي ، وأشكر كل وسائل الإعلام على دعمها وإظهار المشاكل والتحديات لتحفز الجهات للمساهمة بطريقه أو بأخرى.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى