الأخبارتقاريرليبيا

بعد أربع سنوات من الانقسام .. هل سيشهد عام 2019 انفراجًا في حالة انشطار مؤسسات الدولة في ليبيا 

دخلت البلاد في دوامة كبيرة وحالة كبيرة من الانقسام في كافة أجهزة الدولة، ولم يقف الموضوع عند هذا الحد بل نادى كثير من المواطنين بتقسيم ليبيا

أخبار ليبيا 24 – خاص

ظل الانقسام يسود ليبيا منذ انقلاب المؤتمر الوطني العام على السلطة في عام 2014، وعدم تسليمه لزمام الأمور لمجلس النواب الذي تم انتخابه من قبل الشعب، عقب عدم رضى أعضاء المؤتمر الوطني بنتائج الانتخابات التي كان تحت سيطرة جماعة التيار الإسلامي “جماعة الإخوان”.

ومنذ ذلك التاريخ دخلت البلاد في دوامة كبيرة وحالة كبيرة من الانقسام في كافة أجهزة الدولة، ولم يقف الموضوع عند هذا الحد بل نادى كثير من المواطنين بتقسيم ليبيا، بعد سيطرة الجماعات المسلحة التابعة للتيار الإسلامي على أهم أجهزة الدولة خاصة وزارة الدفاع والداخلية ومصرف ليبيا المركزي.

وأجريت الانتخابات التشريعية بليبيا في 25 يونيو 2014 لانتخاب مجلس النواب الليبي.

حيث خاض جميع المترشحين لعضوية المجلس مستقلين، وشهدت الانتخابات فوز مترشحي التيار الوطني والليبرالي بأغلبية المقاعد، بينما تحصلت المجموعات الإسلامية على حوالي 30 مقعد فقط، وكانت نسبة الإقبال على الانتخابات ضعيفة جدًا حيث شارك 18% فقط من الناخبين المسجلين.

بعد الانتخابات، قام ائتلاف فجر ليبيا بانقلاب في طرابلس نيابةً عن الأحزاب الخاسرة في الانتخابات، وكانت جماعة الإخوان المسلمين هي الطرف المهيمن في هذا الائتلاف، بعد أعمال عنف ضد معارضي فجر ليبيا، ألغت المحكمة العليا في طرابلس التعديل الدستوري الذي نتج عنه قانون الانتخابات، ولم يعترف بحكم المحكمة إلا جماعة فجر ليبيا، حيث لم يعترف مجلس النواب الليبي به، كما واصل المجتمع الدولي الاعتراف بالمجلس ولم يعر اهتمامًا للحكم القضائي.

وظل هذا الانقسام في توسع حتى دخلت البلاد في معترك كبير، من عدم توفر الأمن، ونقص الغذاء والدواء، ونقص السيولة النقدية، وانتشار الجماعات الإرهابية والمسلحة.

وكان لابد بعد هذا الانقسام من الخروج بحل لتوحيد مؤسسات الدولة، وكان هناك ضغط كبير من الناشطين والساسة لوجود حل للبلاد، فضلًا عن تدخل عدد كبير من دول الإقليم والدول الأوروبية نظرًا لسوء الأحول التي حلت بالبلاد والتي تسببت في وقوع إزمات كبيرة لديهم، خاصة من تهريب السلاح والجماعات الإرهابية إليهم، ومراكب المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.

وزارة المالية

2 20وكان أول خطوة في اتجاه توحيد مؤسسات الدولة، أعلن مكتب فحص ومراجعة بند المرتبات بديوان المحاسبة بطرابلس، شريف هليل: إنه تم التنسيق، بناء على تعليمات رئيس ديوان المحاسبة، تم عقد اجتماع عاجل بين وزارتي المالية بحكومة الوفاق والحكومة المؤقتة، في تونس، لمعالجة سبل الصرف وتوحيدها، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على إدراج كافة بيانات العاملين على منظومة الرقم الوطني.

وتابع هليل أن هذه المرحلة الأولى بحسب الاتفاق النهائي للاجتماع لتوحيد عملية الصرف وعن طريق منظومة الرقم الوطني، مشيرا إلى أن العمل جارٍ لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من بنود الاتفاق والمتعلق في جزئيته الثانية لمرتبات الأجهزة المناظرة- ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية وديوان رئاسة الوزراء- وغيرها من الجهات المناظرة.

وأكد أن المرحلة الثالثة ستكون لإدراج بيانات وزارة الدفاع والجهات الأمنية وسبل دمجها عبر منظومة الرقم الوطني.

ديوان المحاسبة

3 17وفي الشأن ذاته، قالت لجنة مشكلة من ديوان المحاسبة التابع لمجلس النواب: إنّها لا تزال تعكف على خطوات توحيد جهود الإدارات المختلفة بين ديواني المحاسبة في البيضاء وطرابلس، وتحقيق الرقابة الفعالة على المال العام.

وأشارت اللجنة، إلى أنها اتفقت على توحيد الإجراءات الرقابية المفروضة على الملفات المهمة ذات الصلة بالشأن العام وإحقاق الرقابة الفعالة عن المال العام، والالتزام بالقوانين والمعايير المهنية لأداء المهام الفنية باستقلالية وحياد.

وأضافت أن ديوان المحاسبة يحتفظ بحقه في الرقابة المالية على المال العام وحده دون غيره، وفقًا للإعلان الدستوري والقانون.

يُشار إلى أن رئيس ديوان المحاسبة التابع لمجلس النواب الدكتور عمر البرعصي، أصدر قرارًا في وقت سابق يقضي بتشكيل لجنة مهمتها توحيد جهود الإدارات المختلفة بين ديواني المحاسبة في البيضاء والعاصمة طرابلس.

وتعنى اللجنة بوضع الترتيبات اللازمة لتوحيد الجهود بين الإدارات العامة لديوان المحاسبة في البيضاء وطرابلس وكافة الفروع بما يمكن الديوان من تخطي حالة الانقسام السائدة.

توحيد المركزي

4 13قال عضو مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي مراجع غيث: إن هناك مساعٍ تجري حالياً لتوحيد مجلس إدارة المصرف الذي يعدّ أعلى سلطة مالية في البلاد، بهدف الوصول إلى برنامج إصلاح ينقذ ليبيا من أزمتها الاقتصادية الخانقة.

وأضاف غيث أن خطوة توحيد مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي بدلًا من الانقسام الحالي لها أولوية قصوى لدي مسؤولي ليبيا هذه الفترة، ثم سيأتي بعد ذلك تحديد اسم المحافظ الجديد بهدف لم الشمل المالي للبلاد.

ويقترب البنك المركزي الليبي من قرار تحرير أسعار الصرف، ولو جزئيا، في مسعًى لتقليص رقعة السوق السوداء للعملات الأجنبية التي زادت في السنوات الأخيرة، بفعل المضاربات وقلة النقد الأجنبي الذي يتوفر عليه الجهاز المصرفي.

وتعول ليبيا على توحيد المؤسسة النقدية في ظل وجود 3 محافظين للمصرف المركزي، بعد تعيين مجلس النواب، محمد الشكري، محافظًا للمصرف المركزي، ليرسخ الانقسام في المؤسسة الليبية منذ أكثر من أربعة أعوام، فمازال هناك شخصان في منصب محافظ مصرف ليبيا المركزي، ويمارس أحدهما مهامه انطلاقًا من طرابلس برئاسة الصديق الكبير (المعترف به دوليا) والآخر في البيضاء برئاسة علي الحبري.

وكان المركزي بالبيضاء قام بطباعة أربعة مليارات دينار في روسيا خلال أعوام سابقة، ورفض مصرف ليبيا المركزي بطرابلس التعامل معه في المصارف.

اتفاق الصخيرات

5 12ووقع الفرقاء الليبيون في 17 من ديسمبر 2015 على اتفاقية في مدينة الصخيرات المغربية تقر بتشكيل حكومة وفاق وطني توحد الليبيين، وتنهي حالة الانقسام العاصفة بالبلاد. لكن هذه الحكومة ظلت دون غطاء شرعي، بعد فشل مجلس النواب في منحها الثقة، مع تمسك عدد من النواب بضرورة إضفاء تعديل على الاتفاق السياسي شرطًا لمنح الثقة للحكومة.

وتعتمد الميزانية العامة في ليبيا بـ 95% من مواردها على الإيرادات النفطية، ويخصص أكثر من نصف الميزانية لرواتب موظفي القطاع العام والدعم الحكومي لعدد من المنتجات، من بينها الخبز والوقود وخدمات مثل العلاج في المستشفيات بالمجان، وكذلك العلاج في الخارج.

ولجأت ليبيا منذ عام 2015 إلى اتخاذ عدة إجراءات تقشفية بسبب تراجع احتياطي النقد الأجنبي، فضلًا عن ارتفاع عجز الموازنة العامة مع نضوب مصادر الدخل.

وحسب بيانات رسمية انخفظت احتياطاتها من النقد الأجنبي بنحو 51 % بالمقارنة مع عام 2010 لتصل إلى 65 مليار دولار مع نهاية العام الماضي 2017.

توحيد الداخلية

17 10كان مدير أمن طرابلس، عميد سالم قريميدة، ونظيره ببنغازي عميد عادل العرفي، قد أنهوا اجتماعا مفاجئا، ليلة الجمعة الماضية، في فندق ببنغازي من أجل مناقشة توحيد الأجهزة الأمنية بين حكومة الوفاق وحكومة مجلس النواب، ومناقشة مسودة اتفاق ستجري المصادقة عليها في وقت لاحق.

وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية بالحكومة المؤقتة طارق الخراز أن المبادرة جاءت من قبل وزير داخلية حكومة مجلس النواب، إبراهيم بوشناف، قدمها لوزير داخلية حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، انتهت بتكليف مديري أمن طرابلس وبنغازي بمناقشة المبادرة وصياغتها في شكل مسودة اتفاق سيصادق عليها وزيرا الداخلية بالحكومتين في وقت قريب.

وكان الخراز، قد أعلن عن اجتماع بين قريميدة والعرفي لتوحيد أجهزة الأمن بين الحكومتين، فيما نشرت صحف محلية صور الاجتماع الذي ضم الجانبين برفقة عدد من ضباط الوزارتين.

وحصلت أخبار ليبيا 24 على بنود مسودة الاتفاق التي من المنتظر أن يوقعها الوزيران بعد الموافقة عليها من قبل الحكومتين، وتنص على ما يلي:

– إبعاد المؤسسة الأمنية عن التجاذبات السياسية وإعادة توحيدها في إطار إعادة الأمن واستتبابه.

– تسمية … رئيسي للجنة المشتركة لتوحيد الجهود الأمنية بعد المصادقة على الاتفاق.

– ربط المنظومات الأمنية بين الوزارتين، ومنها منظومة الجنايات ومنظومة الجوازات ومنظومة شؤون الضباط وغيرها.

– تشكيل لجنة لدراسة القوانين المتعلقة بالشرطة التي صدرت إثر الانقسام الحكومي ومعالجة الثغرات فيها وإعادة النظر في بعضها.

– تشكيل لجان مشتركة لرسم استراتيجيات كبرى للأمن في البلاد، وتضطلع إحدى تلك اللجان بإعداد هيكلة جديدة لوزارة الداخلية تمهيدا لتوحيد السلطة التنفيذية في البلاد لتكون الأجهزة الأمنية حجر الأساس لتوحيد مؤسسات الدولة.

– تشكيل غرفة أمنية مشتركة للمنطقة الوسطى وجنوب البلاد وفق منظومة عمل موحدة بشأن المركبات والبوابات وفرق النجدة وإدارة الأدلة الجنائية وملاحقة المطلوبين.

– وضع خطة موحدة لمتابعة الخروقات الأمنية في الجنوب، لاسيما ما يتعلق بالأمن الديموغرافي المتعلقة بتسرب عناصر أجنبية وتمكنها من الحصول على أوراق ثبوتية مزورة.

– توحيد الخطاب الإعلامي من خلال إدارة إعلامية مشتركة بعيدة عن التجاذب والخلافات السياسية.

– تكوين إدارة تدريب لتطوير القدرات الشرطية والأمنية الحالية وتخريج عناصر جديدة بناء على مستجدات الجانب الأمني في البلاد، لاسيما المتعلق بالجريمة التي تتزايد صورها وقدرة العناصر الجديدة على ملاحقة تطورها المتسارع.

ولم تعلق أي من الحكومتين على الخطوة التي تلت زيارة مدير مديرية أمن طرابلس لبنغازي أول خطوة رسمية بين الحكومتين للتقارب في خضم الخلافات السياسية والأمنية المتزايدة منذ انقسام البلاد بين حكومتين في سبتمبر من عام 2014.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى