الأخبارتقاريرصحةليبيا

“أخبار ليبيا24” تزور الحي المنكوب بسرت وتنقل معاناة أهله بعد دمار لحق بمنازلهم

أكثر من 30% من المدينة خاصة في الجهة المطلة على البحر تعرضت للتدمير ، وأكثر من 3000 أسرة دمرت منازلها

أخبار ليبيا24- خاص

من يعرف سرت قبل دخول تنظيم داعش إليها وسيطرته عليها، يعرف أنه ليس من بين أحياءها “الحي المنكوب”، لكن زائرها بعد تحريرها من داعش يجد أن هذه التسمية هي التي تتماشى مع حي “الجيزة البحرية” اليوم.

في واجهة من واجهات الحي الذي يشكل الواجهة البحرية لمدينة سرت على البحر الأبيض المتوسط، التقت “أخبار ليبيا 24 “محمد جمال القلاي” الذي يعمل بمحلٍ لبيع الثلج ، صينته العائلة على نفقتها الخاصة ، فيما عجزت عن صيانة منزلها المتكون من دورين اثنين ، ومحل لبيع المواد الغذائية ، بعد أن لحق بهما الدمار وحولهما لأنقاض وركام.

يقول “محمد” –25 عاماً –وعلامات الاستياء تبدو واضحة على وجهه “حياتنا أصبحت مؤقتة” ، مضيفاً قوله إن سكنهم بشقة سكنية بالحي رقم 2 تعود لوالده ، لا يعوض منزلهم الذي تربوا وترعرعوا فيه لسنوات، وفق قوله.

يلقي “القلاي” بلومه على المجلس البلدي لمدينته ، معرباً عن أمله في الحصول على حقوقهم وتعويضات الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم خلال العام المقبل ، ليعيشوا حياة طبيعية.

وأشار “محمد” إلى أنهم خرجوا في وقفات احتجاجية للمطالبة بحقوقهم ، لكن دون جدوى، لافتاً إلى أن عائلته نزحت إلى مصراتة في السابع عشر من أغسطس 2015م هرباً من تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على كامل المدينة.

وعزز حديث “محمد” الذي تركنا لانشغاله بزبون جاء إلى محله ، جاره “علي جلهوم” –38 عاماً – الذي قال إن منزله ومنازل أشقاءه الأربعة دمرت كلياً خلال معارك تحرير سرت من تنظيم داعش الإرهابي على يد قوات البنيان المرصوص.

يضيف “جلهوم” قوله “اضطررت وأشقائي الأربعة للسكن في منزل بالإيجار الشهري مقابل 500 دينار ، بعد أن كنا نسكن في أربعة منازل”، يعلق على ذلك قوله “كنا نعيش في نعيم أما الآن ففي الدرك الأسفل للأسف”.

لا يخفي “جلهوم” إصابة والده بهستيريا نتيجة سيطرة داعش على المدينة وسكن عائلته في منزل بالإيجار ، مؤكداً أنهم أنهكوا نفسياً من ضغوطات الحياة والسكن بمنازل مؤجرة وغلاء المعيشة.

استغرب “جلهوم” غياب الحكومة الليبية عن معاناة أصحاب 3000 منزل مدمر في سرت ، متسائلاً عن موقف الحكومة من أصحاب تلك المنازل الذين يعانون الأمرين ، منوهاً إلى أن ما صرفه لهم المجلس البلدي حتى الآن هو 2000 دينار ، لا تكفي لشراء حفاظات لأطفاله، وفق قوله.

يتابع :”أنهم كانوا ملتزمين الصمت لأن تضحياتنا لا تساوي شيئاً أمام تضحيات الأبطال الذين قضوا على داعش ، إلا أنه يعود للتساؤل مرة أخرى: “هل يريدوننا نهاجر لأوروبا، منازلنا على شط الأبيض المتوسط، نحن نعرف أن الحل لدى الغرب؟”.

وبشأن القضاء على داعش في سرت ، قال “جلهوم” … “بمجرد تحرير الحي، زرت منزلنا ورأيته مدمراً، رغم ذلك كنت فرحاً لأننا تخلصنا من ورم خبيث وتنظيم أراد إذلالنا وصلب أبناءنا”.

وكان رئيس المجلس البلدي سرت “مختار المعداني” قد أفاد في حوار سابق مع “أخبار ليبيا24” أن أكثر من 30% من المدينة خاصة في الجهة المطلة على البحر تعرضت للتدمير ، وأن أكثر من 3000 أسرة دمرت منازلها،واصفاً ما حدث بـ “الانهيار الكامل في البنية التحتية”.

وتعد الجيزة البحرية من أبرز أحياء مدينة سرت ، وهي المعقل الأخير لتنظيم داعش الإرهابي ، وتلى تحريرها في السادس من ديسمبر من العام 2016م إعلان قوات البنيان المرصوص سيطرتها على كامل مدينة سرت.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى