تقاريرليبيا

بعد مرور عامين على تحرير سرت .. المدينة تنكأ جراحها وبحاجة إلى وقفة جادة من سكانها

أكثر من 3000 أسرة فقدت منازلها في سرت جرّاء الحرب التي أثمرت عن تحرير مدينتهم من قبضة "داعش"

أخبار ليبيا 24 – خاص

أعاد أهالي سرت الخميس نكأ جراحهم بعد مرور عامين على تحرير مدينتهم من قبضة تنظيم داعش الإرهابي ، على يد قوات البنيان المرصوص ، فعُدَّت مشاهد الاستتابة، والصلب والقتل داخل المدينة من الماضي.

وتقول المواطنة “فاطمة أحمد” عادت الحياة لمدينة سرت رغم الدمار الذي حل بها، وملأ أرجاءها ، مشيرةً إلى أن المدينة اليوم بحاجة إلى وقفة جادة من سكانها ، والتفاتةً جادة لمدينتهم ، ضماناً لعودة المؤسسات الخدمية للعمل بجدية ، مؤكدةً أن مدينتهم اليوم تحتاج خطوة جادة لا وعوداً مؤجلة .

“فيتو”
يتساءل عميد بلدية سرت “مختار خليفة المعداني” عن سبب “الفيتو” المفروض على مدينته ، مطالباً الحكومة بتحمل مسؤولياتها ، مشيراً إلى أن مدينته مدمرة بشكل كامل.

ونوه “المعداني” إلى أن أكثر من 3000 أسرة فقدت منازلها في سرت جرّاء الحرب التي أثمرت عن تحرير مدينتهم من قبضة “داعش”، منوهاً إلى أن بعض أهالي سرت اضطر لبيع بعض ممتلكاته مقابل توفير بدل إيجار للسكن الذي يقطنه.

“استتابة اجبارية”
وأشار مدير أمن سرت ، عميد “الصديق بن سعود” إلى أن بعض أفراد مديريته أُجبر على الإستتابة من قبل تنظيم داعش كونهم يعملون بـ “دولة كافرة” وفق معتقدات التنظيم.

وأوضح “بن سعود” أن تنظيم داعش الإرهابي مسؤول عن اغتيال مدير أمن سرت السابق عميد “السنوسي كعيبة” ومرافقه في يناير من العام 2015م ، وكذلك أحد ضباط الأمن بالمديرية الذي حاول التصدي للتنظيم عندما دخل لبلدة هراوة “70 كم شرقي سرت “.

“تأهيل نفسي”
كمل حمّل “بن سعود” التنظيم مسؤولية وفاة أحد رجال المرور بالمديرية كان يعاني مرضاً مزمناً ، تفاقمت حالته الصحية بعد استدعاءه من قبل التنظيم ، ما أدى إلى وفاته فيما بعد ، وفق قوله.

ويُصر مدير أمن سرت على حاجة أفراد المديرية اليوم إلى إعادة تأهيل نفسي نتيجة الخوف والترويع الذي أصابهم عند سيطرة التنظيم على المدينة ، ويؤكد أن تنظيم داعش الإرهابي قام بحرق وإتلاف إرشيف المديرية عند سيطرته على المدينة ، علاوة على استغلاله مقر المديرية كمأوى لعائلات التنظيم.

“سرقة واتلاف”
يبدي مشرف موقع محطة الخليج البخارية بسرت ، مهندس “الصديق بن اسماعيل” استياءه من تعرض آلات ومعدات بمشروع المحطة تقدر قيمتها بمئات الملايين إلى سرقة من قبل التنظيم.

ونوه “بن اسماعيل” إلى أن الآلات التي تمت سرقتها تعود لشركات أجنبية كانت تنفذ مشروع المحطة ، مشيراً إلى أن أكبر خسارة أصابت المحطة هي فقدان “1400 ميغا واط” ؛ كان يتم تجهيزها للدخول على الشبكة العامة في العام 2015م ، إلا أن الخطة قد فشلت نتيجة سيطرة التنظيم على مشروع المحطة ومغادرة الشركات الأجنبية موقعها.

وأكد أن تشغيل المحطة اليوم يحتاج إلى عامين ، مشدداً على أنها مشروع استراتيجي بقيمة إجمالية تقدر بـ 2 مليار دينار.

“استياء التجار”
ومن جهته، يبدي عدد من التجار استياءهم من ضعف الحركة التجارية بالمدينة ، نتيجة نزوح عدد من قاطنيها إلى أطرافها ، بسبب تدمير منازلهم ، علاوة على المخاوف من عودة داعش للسيطرة على المدينة من جديد .

ويقول أحد التجار – رافضاً الإفصاح عن اسمه – وجدنا أنفسنا مضطرين لإقفال أبواب محلاتنا مبكرا ً، بسبب ضعف الإقبال.

إلا أن تاجر آخر “حسن عبد القادر” يؤكد أن الأوضاع تزداد تحسنا ً، وأن الأهالي بدو في صورة أفضل مما سبق لإدراكهم أن داعش لم يعد يشكل خطراً على المدينة بعد اجتثاثه منها .

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى