داعش يحول المساجد إلى أداة شر تضلل الشباب وتقودهم نحو الهلاك

لقد أفادت دراسة مصرية أن عدد من مساجد ليبية قد وقعت ضحية جماعة داعش الإرهابية التي حولتهم إلى مراكز لتجنيد العناصر وضمهم إلى صفوفها.

بقلم/إبراهيم علي

يصعب على المرء تصور مساجد الصلاة والوقور والتأمل تتحول إلى أداة شر بيد تنظيم داعش الإرهابي الذي ادعى معرفة الإسلام وتكلم باسمه فساء لتعاليمه بأكاذيبه, ولطخ ثقافته بنفاقه, واضطهد شعبه بإجرامه.

هل يتوقع من مستشفى أن تزيد حالة المريض خطورة, أو هل يمكن لمطعم محترم أن يسبب بتسمم ضيف يقصده لوجبة طعام؟ فكيف للعقل استيعاب أن بإمكان مسجد يقصد للصلاة والتقوى والوقور والمسامحة أن يتحول إلى فخ قاتل يسبب بهلاك الشباب وبكسر قلوب وآمال أهلهم.

لتنظيم داعش الإرهابي عطش لا يرتوي لتجنيد الشباب واستخدامهم في مخططته الدموي, فلم يفوت فرصة لإغرائهم ولم يتردد للحظة في استخدام الجوامع لتضليلهم عوضا عن أرشادهم وصيانتهم من الشر المحيط بهم.

لقد أفادت دراسة مصرية أن عدد من مساجد ليبية قد وقعت ضحية جماعة داعش الإرهابية التي حولتهم إلى مراكز لتجنيد العناصر وضمهم إلى صفوفها.

وفي تطور مقلق لهمجية التنظيم, تم تجنيد بعض الأئمة وتوظيفهم لتضليل الشباب وإقناعهم باعتناق التطرف واستغلالهم في القتال, وقد تم مؤخرا إلقاء القبض على إمام في العاصمة الليبية طرابلس بتهم مماثلة.

فمنذ انتشار الفوضى في البلاد في عام 2011 ، سيطرت الجماعات المتطرفة على العديد من المناطق ، مما أدى إلى إدارة المساجد من قبل هذه المنظمات.

وقال الباحثون إن تنظيم داعش بدأ يؤثر على عقول الشباب ، خاصة في مدينة درنة بشرق البلاد ، والتي ينظر إليها على أنها معقل الجماعات المتطرفة.

وقالوا إن الهدف الرئيسي للمنظمة لم يكن فقط تجنيد مقاتلين محليا بل أيضا لإرسالهم إلى سوريا والعراق، كما لجأ داعش إلى توزيع منشورات في المناطق التي كانت تحت سيطرته لإعلام السكان بأهمية المساجد في تشجيع وتسهيل سفر الشباب إلى سوريا.

ونقل التقرير عن امرأة قولها إن داعش يسعى لتجنيد أبنائها عبر أحد مساجد ليبيا، وقالت للباحثين :”إنها أرسلت أبنائها إلى المسجد لتعلم القرآن بعد إقفال المدارس بسبب تدهور الوضع الأمني ولكن انتهى الأمر بما هو أسوأ وتم تجنيدهم من قبل المنظمة الإرهابية المتطرفة”.

فما كان على هذه الأم أن تفعل لحماية أولادها وهي التي أرسلتهم إلى الجامع ظنا منها أنه المكان المناسب لإرشاد مسؤول وفاضل وسليم.

Exit mobile version