الأخبارتقاريرليبيا

عقب سنوات عجاف…درنة تعود للحياة وتسجل أدنى الأسعار

ها هي درنة تشهد انفراجة كبيرة ،في أسعار الخضروات واللّحوم

أخبار ليبيا24- خاص

كانت الأوضاع تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، شبه معدومة وبمجرد تحريرها وطرد الإرهابيين منها، بدأت الحياة تسري في عروقها، وذلك بعودة الأهالي إلى بيوتهم ، وافتتاح الشّوارع والمحال التّجاريّة والأسواق، ها هي درنة تشهد انفراجة كبيرة ،في أسعار الخضروات واللّحوم بعد سنوات عجاف وبعد الحرمان.

شهود عيان رووا لـ “أخبار ليبيا24” أنّ سوق الخضار الرّئيسي بالمدينة “الفندق” شهد يوم أمس الأول الجمعة ، هبوطًا كبيرًا في الأسعار ، مقارنةً بأسعار الخضروات مع بقية المدن الأخرى.

وأوضح “الشهود” أنه تمّ تسجيل الأسعار في سوق الخضار، بحيث كان سعر كلاّ من الطماطم والبطاطا والباذنجان والليمون والفلفل (دينار واحد) فقط للكيلو، في حين كان سعر الكوسة (نصف دينار) للكيلو، أمّا قطعة الملفوف الواحدة (بدينار) مهما كان وزنها، والقرنبيط أيضًا (بدينار) ، كما سجّل سعر كيلو اللّحم (30) دينار، بحسب الشّهود.

زراعة الخضروات
وتعتبر مدينة درنة من أشهر المدن في زراعة الخضروات مثل الكسبر والمعندوس والنعناع والحبق والكرنب المعروفة باسم الخضروات “الرقيقة” وهي التي تزود المدن المحيطة بهذه الخضروات ،وخاصة في شهر رمضان المبارك.
عودة سوق الخضار وانخفاض الأسعار فيه، إضافة إلى توفّر كافة أصنافها ، و مقارنتها بما كانت عليه ، منذ عام علي سبيل المثال ، دليل آخر على أن الجماعات الإرهابية ،التي كانت تسيطر على المدينة كانت السبب في قتل الحياة فيها ،والسبب في حرمان أهالي المدينة من الحصول على الضروريات ،وخلق أزمات أضرت بالمواطنين ،وساهمت في استغلالهم لقاء الحصول على أبسط حقوقهم.

ملعب درنة
الأدلّة كثيرة ولاحصر لها على عودة درنة لسابق عهدها مدينةً للفلّ و الياسمين ، فمنذ دخول القوات المسلّحة إلى المدينة بدأت بوادر الحياة تعود إليها ،وانزاحت عن سمائها الغمامة السوداءالتي كانت تغطيها ،وانقشع الظلام إلى غير رجعة ، ففي الجانب الرياضي وبعد مرور مايقارب الـ (8) أعوام زارت لجنة مشكّلة من الاتحاد الليبي لكرة القدم ،في أغسطس الماضي ملعب درنة البلدي، إيذانًا بعودة المباريات لها بعد غيابها لسنوات.

حيث شهد المعلب في (2010م) آخر مباراة من ضمن مباريات الدوري الليبي الممتاز ،بين فريقي دارنس والهلال، ومنذ قامت الثورة في فبراير (2011م) لم تقم فيه مباراة رسمية ؛نتيجة لاضطراب الوضع الأمني في البلاد بصفة عامة ، وسيطرة جماعات إسلامية على المدينة، بشكل خاص حتى تحوّل الملعب إلى مسرحٍ للإعدامات. وها هو اليوم يشهد إقامة مباريات وديّة لشباب المدينة ، بعد أن كان شاهداً على إرهاب داعش.

معهد الشّرطة
وبعد أن جثم الإرهاب على صدر مدينة درنة ،خمس سنوات وأصبح كابوساً يؤرّق أهلها، تغيّرت عادات وتقاليد المدينة، واستبدَل الإرهاب رائحةَ الفلّ والياسمين برائحة البارود والدم، واستبدلت درنة واجهة الجمال والثّقافة بواجهة القبح والتطرّف و الإرهاب.
وبعد دخول الجيش للمدينة ،وتحريرها من براثن العصابات الإرهابية ،أصدرت وزارة الداخلية قرارها ،بالبدء في التّسجيل بمعهد علوم الشرطة ،الذي كان منذ سنوات، وكرًا يجمع كافة الإرهابيين ،وترفرف على أسواره الرّايات السّوداء ،فتوافد شباب مدينة درنة على المعهد، الذي استأنف نشاطه وعاد إلى العمل لإطلاق دورات التدريب في مقرّه ، الكائن في منطقة “بومسافر” بالمدخل الغربي لمدينة درنة بعد توقف دام لأعوام.

مسرح درنة
كما عاد أيضًا بعد طرد الإرهابيين من المدينة، مسرح درنة مستقبلاً العروض المسرحية، وبعودته عادت الحياة من جديد، بألوانها الزّاهية لمدينة درنة ،التي غاب عنها الفنّ بمختلف مجالاته، المسرحية والموسيقية والشعرية لسنوات عدة ، بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المدينة ، وإرغام أهلها على العيش في بيئة متطرّفة ،وبأفكار شاذة واعتبار الفن وما يتبعه خروجاً عن الملة.

ولأنّ درنة حاضنة للفنّ ،فقد استؤنف فيها النشاط الفني، ـ بعد تحريرها من التطرف والإرهاب ـ فقد أقيم على المسرح الوطني بمدينة درنة فعاليات مهرجان “الزاهرة” المسرحيّ ، دورة الراحل “خليفة بن زابيه” تحت شعار “المسرح يجمعنا”، والذي يستمر لمدة أربعة أيام بإشراف فرقة “أجيال للمسرح والفنون” والذي كان من المقرر، انطلاقه في وقت سابق، ولكن حالت الظروف الأمنية دون ذلك.

عودة المحاكم
كما شهدت المدينة في الأيام القليلة الماضية ،عودة العمل إلى محاكم درنة بعد غيابٍ دام سبع سنوات متواصلة؛ بسبب سيطرة الجماعات الإرهابية على المدينة، ومقار المحاكم ،وذلك بعد قول رئيس المحكمة الابتدائية درنة “صلاح المرتضى الشاعري” : إن وزارة العدل بحكومة الوفاق أصدرت قراراً بتفعيل المحاكم في المدينة، لافتاً إلى أنهم سيباشرون العمل في المدينة، بعد استلام القرار بشكل رسمي.

وأوضح أن العاملين في القضاء من أبناء المدينة ،جاهزون للعمل وخدمة (130) ألف مواطن بالمدينة؛ لتخفيف تعب ومشقّة الّسفر إلى المدن القريبة مثل : البيضاء، والقبة، وسوسة، وأم الرزم، وطبرق.

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى