أخبار دولية

الإجرام الداعشيّ لا يعرف حدودًا

ولكن مع الوقت، ومع انتشار الإرهاب الداعشيّ أكثر فأكثر، أصبحت فترة الإعداد لا تتجاوز أحيانًا الأسابيع القليلة

أخبار ليبيا ـ 24

احترف تنظيم داعش منذ نشأته القتل والتنكيل، وكان يُخضع المنفّذين لهذه العمليّات إلى فترات طويلة من الإعداد، تقوم على غسل الدّماغ وقطع الفرد عن محيطه العائليّ الطبيعيّ.
ولكن مع الوقت، ومع انتشار الإرهاب الداعشيّ أكثر فأكثر، أصبحت فترة الإعداد لا تتجاوز أحيانًا الأسابيع القليلة، وهذا ما طرح أسئلة محيّرة على مجتمعات عديدة، مثل سوريا والعراق.
فأصبح الشّباب، في غضون أسابيع قليلة، يتخلّون عن حياتهم العادية ، لاجئين إلى الإجرام الّذي لا حدّ فيه، لا أخلاقي، ولا نفسي، ولا ديني ، فالإرهاب الداعشيّ يشمل كلّ أصناف التنكيل والترويع.
كثيرة هي قصص الرجال الذين توجّهوا إلى سوريا للانضمام إلى صفوف داعش، طوعًا أو بخداعهم، وعديدةٌ هي قصص النّساء اللّواتي رافقن أزواجهنّ طوعًا أو قسرًا، فما كان عليهنّ إلّا إطاعة أزواجهنّ وحمل أولادهنّ ، والانضمام إلى صفوف داعش والعيش في كنف جماعات قذرة.
فبعد أن تمّ تحرير الرّقة من داعش وجماعاته الإرهابيّة، تمكنّت السّلطات من إلقاء القبض على العناصر الّذين كانوا يسكنون في المنطقة مع عائلاتهم، كما بدأت السلطات القضائيّة التحقيقات مع النّساء اللّواتي أُرغمن على مبايعة التّنظيم.
ومن بين هؤلاء النّساء، روت إحدى أسيرات داعش قصّتها مع زوجها موسى، حيث انضمّ الزوجان إلى صفوف داعش وبدأت رحلتهما الإرهابيّة بعد أن قرّر الزوج الالتحاق بالتّنظيم ، من دون علم زوجته، إذ كذب عليها وأخذها مع أولادها، ولم تعرف بحقيقة الأمر إلّا بعد وصولهم إلى الحدود السوريّة.
كانت “بمثابة كلب” لزوجها، إذ كان دائمًا ما يضربها، وكما أنها تعرضّت للعنف الجنسيّ أثناء قضائها في زنزانة فرديّة، حيث احتجزها الدواعش ، بسبب محاولتها الفرار ، والاشتباه على أنها جاسوسة.
كما أنّ زوجها أصبح من أحد قادة التّنظيم، ينفّذ أفظع العمليّات الإجراميّة متنوعة المظاهر، من قتلٍ، واغتصابٍ، ومخدّرات، واتّجارٍ بالبشر.
ولم يكتفِ بتعنيف زوجته، بل أجبر ابنه البالغ من العمر 10 سنوات على المشاركة في أشرطة فيديو دعائية للتنظيم، وكان مسلحو داعش يضربونه عندما يحاول التهرب من ذلك.
وأخيرًا بفضل التدخلات الأمنيّة والعسكريّة والعمليّات المشتركة، عادت “أسيرة” داعش مع ابنها إلى موطنها وتخلّصت من الإجرام الإرهابيّ الّذي حرمها التمتّع بحياة طبيعيّة مع ولدها.
كما ساهمت الاعترافات الّتي أدلت بها ، على إحباط مخططات كثيرة كان ينوي التّنظيم تنفيذها في سوريا والعراق وغيرها ،من الدول في شمال أفريقيا

المزيد من الأخبار

زر الذهاب إلى الأعلى