تنظيم داعش الإرهابي يجرد الأوطان من خيراتها وثرواتها ويتركها أرض قاحلة

أخبار ليبيا24

لا حدود لإجرام وشر تنظيم داعش الإرهابي فهو يفتك بالبشر والحجر وآلاته المدمرة لا تعرف الجمود, فتجرف بدربها موارد شعوب بأكملها وثروات أوطان تتمتع بخيرات غنية فتنهب ما تستطيع وعند الهزيمة تدمر وتحرق بحقد وبغيضة وانتقام، هذه حقيقة ما يعرف بالدولة الإسلامية “داعش” التي تفتك بالشعوب الإسلامية وتستولي على جميع خيرات بلادهم وثمر تعبهم وتنهب رزقهم وتشعل النار في ثروتهم النفطية وأرضهم الزراعية.

عرض التلفزيون الألماني فيلمًا وثائقيًا عن حرائق وجرائم داعش في العراق, ضمن برنامجه «العراق: حرب الحرائق»، حيث قال حسين سلطان، مدير هيأة الحقول التابعة لنفط الشمال وهو يشرح لفريق تصوير قناة آرتي الألماني: «منذ عام 2012، وداعش يقوم بإشعال كل آبار النفط التي يُطرد منها، انتقاماً، وإخماد النيران يتم بجهود عراقية خالصة والمعدات أيضاً عراقية تابعة لقطاع النفط، للأسف لم يقدم لنا أحد مساعدات في هذا المجال سوى الكويت التي زودتنا ببعض أجهزة الإطفاء».

كما جاء في تقرير لمجلة الحياة, يتولى حماية آبار النفط المُخمَدة رجال الشرطة ووحدات خاصة من الجيش العراقي ووفق أحد الضباط، فإنّ داعش الإجرامي كان يعتبرها من أهم مصادره المالية، يستخرج النفط الخام منها وينقله بصهاريج لبيعه خارج البلاد وعددها كما يقدره الضابط أكثر من 1500 صهريج يومياً، لكن قادته كانوا يتعمدون تفجيرها ما أن تبدأ عمليات تحريرها من دون اكتراث لما تلحقه من دمار بالسكان والبيئة.

تسمم المياه وتلوث الجو بالمواد الكيماوية المتصاعدة مع الدخان الأسود الكثيف يتسببان في أمراض عدة، كما يقول الطبيب علي عجيلي في مستوصف القيارة وأضاف: “التسريبات سممت مياه دجلة والأبخرة أدت إلى انتشار أمراض صدرية مثل الربو والتهاب الرئة واللوزتين وبشكل خاص عند الأطفال”.

وأوضح أن الأعداد كبيرة ومعاناة السكان تزداد أكثر خلال فترة الصيف لأن أجهزة التبريد تسحب الهواء الملوث من الخارج فتسوء حالة المصابين بالربو وضيق التنفس، وعليه يضطر الناس لإغلاقها في قيظ الصيف اللاهب.

في القرى البعيدة نسبياً، يلتقي البرنامج التلفزيوني مزارعين ورعاة ماتت ماشيتهم بسبب التلوث والحوامل منها أسقطت ما في بطونها فيما الأرض تيبست وغطت سطوحها طبقة من الزيوت الكثيفة ولم تعد صالحة للزراعة.

معظم من التقاهم البرنامج من سكان القيارة وبقية المناطق المنكوبة بحرائق داعش الإرهابي اعتبروا وجود النفط في أراضيهم نقمة عليهم، فيما يحاول آخرون تجاوز محنة ما بعد داعش بالعمل على تمتين الروح الوطنية ونبذ الطائفية فأعلنوا عن تأسيس «جمعية ضحايا الإرهاب في جنوب الموصل»، ومن أهدافها تقديم العون لعوائل الشهداء والتعاون مع إدارة المدينة لإزالة آثار «حرب الحرائق» التي أشعلها تنظيم داعش الإجرامي وخلّف وراءه الدمار.

Exit mobile version