من ليبيا إلى مانشستر.. التطرف والفكر الداعشي ليس لهم حدود والترياق الوحيد في استقرار الوطن

أخبار ليبيا24

هناك ارتباط خطير جدا بين ظاهرتي التطرف والعمليات الإرهابية, حيث الشباب هم الأكثر متعرضون إلى الفكر المتطرف والداعشي وهذا يمثل تهديدا مباشرا ليس فقط على المجتمع الإسلامي والوضع الأمني بل على اقتصاد وطننا, لأن لا أحد يريد أن يقوم باعمال تجارية واقتصادية مع بلد ومجتمع يرتفع فيه مستوى الإرهاب والتطرف.

وظهرت بقوة تلك الحقيقة بعد عملية مانشستر الإرهابية الاخيرة على يد شاب ليبي الأصل ويُدعى سلمان العبيدي ويبلغ 22 عاما، وكان تنظيم داعش الإرهابي أعلن في بيان تبنيه للهجوم وقال إن عملية التفجير تمت بعبوة ناسفة.

ما الذي دفع هذا الشاب الليبي والبريطاني إلى الفكر الداعشي وما الذي أقنعه أن في قتل شباب أبرياء من ذات جيله قد يوصله الجنة، من أقنعه بأن هذه الحقيقة ومن لم يشرح له بأنها أكبر وأخطر كذبة يقولها المتطرفون والدواعش للشباب لكي يضحون بأرواحهم لمصلحتهم الشخصية.

من الضروري جدا أن يدرك مجتمعنا أن ظاهرة التطرف لها تأثير مباشر ليس فقط على العمليات الإرهابية بل على مستقبلنا ومستقبل أولادنا, حيث القيادات والمجموعات الإرهابية الليبية المرتبطة بـتنظيم القاعدة وداعش داخل وخارج ليبيا لا تشكل تهديدًا حقيقيًا لامن بلادنا فحسب، بل للأمن العالمي بأسره, وهذا قد يدفع المجتمع الدولي أن ينظر إلينا فقط كمصدر للإرهاب وليس كشريك في صناعة القرار والاقتصاد والتجارة.

ذكرت جريدة “ذي تليغراف” البريطانية أن العبيدي ولد في مانشستر ونشأ في مجتمع ليبي متماسك يدعم بعضه البعض، والذي عرف بمعارضته الشديدة لنظام معمر القذافي.

وأضافت الجريدة أن العبيدي أصبح متشددًا مؤخرًا، ولم يتضح بشكل كامل متى حدث ذلك، مشيرة إلى أنه “كان يتعبد في مسجد محلي، وأن ذلك المسجد وجهت له في الماضي اتهامات بجمع تبرعات للجهاديين”.

“بدأ يميل إلى التطرف منذ سنوات حيث كان يزور أبويه في بلده الأصلي ليبيا، ومن المفترض أنه التقى هناك بمجموعات إرهابية تابعة لتنظيم داعش”، هكذا تحدثت تقارير بريطانية عن سليمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر، الذي أوقع 22 قتيلا و58 مصابًا، في هجوم هو الأكثر دموية منذ 12 عامًا.

بعد عملية مانشستر الإرهابية, أعلنت قوة الردع الخاصة في طرابلس عن تمكنها من إلقاء القبض على هاشم رمضان أبو القاسم العبيدي شقيق منفذ تفجير مانشستر، مشيرة إلى “أنه ينتمي إلى تنظيم داعش”.

ووفقًا لما نشرته قوة الردع الخاصة على صفحتها الرسمية بموقع «فيسبوك» فإن هاشم أفاد بـ”أنه منتمي لتنظيم داعش رفقة شقيقه سلمان العبيدي منفذ هجوم مانشستر واعترف بتواجده في بريطانيا أثناء فترة التحضير واتضح أنه على دراية تامة بتفاصيل هذه العملية الإرهابية و بأنه خرج من بريطانيا يوم 16.4.2017 واعترف بأنه على تواصل دائم مع شقيقه منفذ العملية”.

وكان هاشم العبيدي شقيق منفذ تفجير مانشيستر بصدد القيام بعمل إرهابي داخل العاصمة وكان عضوًا في خلية إرهابية في ليبيا خططت لاستهداف المبعوث الأممي السابق في ليبيا مارتن كوبلر.

وفي ظل الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية المتفاقمة في ليبيا, لا يزال وطننا ملاذًا آمنًا للمجموعات الإرهابية والإجرامية مثل تنظيم داعش, فمن الطبيعي أن الاستقرار هو أول وأهم درجة في مقاومة ظاهرة التطرف والإرهاب الجريمة المنظمة.

Exit mobile version