مليشيات طرابلس مجدداً تعرقل أي حلول سياسية، و زوبية يطرد كوبلر !

اخبار ليبيا 24 – خاص

بدأت حكومة طرابلس في ليبيا بالتكشير عن أنيابها بشأن اتفاق الصخيرات الذي تمخضت عنه حكومة التوافق الوطني والوصول بالبلاد إلى بر الأمان وإنهاء الصراع المسلح والسياسي الذي افتعلته بين أبناء الوطن الواحد .

 جمال زوبية رئيس هيئة الإعلام الخارجي بحكومة طرابلس أو مايعرف حكومة الإنقاذ غير المعترف بها دوليا، قام مساء اليوم الجمعة باقتحام المؤتمر الصحفي الذي كان يعقده المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر .

طرد كوبلر

وأوضحت المصادر أن ” زويبة” قاطع مؤتمرا صحفيا كان يعقده كوبلر على الهواء مباشرة، وطالب منه مغادرة البلاد على الفور ووصفه بالشخص غير المرغوب فيه، لافتة إلى أن هذا التصرف أثار حفيظة أعضاء المؤتمر المنتهي ولايته ورئيسه نوري بوسهمين .

و وفقا لبعض المصادر  الشحيحة فإن المبعوث الأممي خرج غاضبا والوفد المرافق له من قاعة المؤتمر وتوجه مباشرة إلى المطار واستقل طائرته الخاصة، في اتجاه مدينة طبرق، بحسب المصادر  .

موقف المؤتمر لم يتغير

وكان المبعوث الأممي مارتن كوبلر قد وصل إلى طرابلس صباح اليوم الجمعة، وعقد اجتماعا مع بوسهمين وعدد من الشخصيات في طرابلس خصوصا برئيس أركان الجيش هناك وبالمسؤولين عن أجهزة الاستخبارات التابعين للمؤتمر.

وكان نائب رئيس المؤتمر المنتهي ولايته عوض عبد الصادق أعلن في مؤتمر صحفي عقب طرد كوبلر  أن موقف المؤتمر لم يتغير إزاء الاتفاق السياسي الليبي الذي جرى التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة وتوقيعه في الصخيرات المغربية، ولا يمكن الاعتراف به لكون المؤتمر لم يشارك فيه.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي منفرد عقده عبد الصادق بعد الانتهاء من الاجتماعات مع كوبلر خلال زيارته لطرابلس، وبحسب مصادر مقربة من المؤتمر فإن كوبلر رفض أن يشترك في المؤتمر الصحافي عقب اللقاء.

إقالة مخزوم من المؤتمر

وأوضح عبد الصادق أنه لكي يعترف المؤتمر بالاتفاق، يجب أن يكون طرفا فيه، لأن الأشخاص الذين وقعوا عليه يمثلون أنفسهم والمؤتمر لم يفوضهم ليمثلوه.

وكان النائب الثاني لرئيس المؤتمر، صالح المخزوم، الذين وقع على الاتفاق، كان يمثل رسميا المؤتمر، لكنه استقال من منصبه في أغسطس الماضي، وحل مكانه عبد الصادق.

وأشار عبد الصادق إلى أن الأشخاص الذين وقعوا أو جرى تعيينهم بموجب الاتفاق يمكن أن يدخلوا طرابلس فقط كمقيمين عاديين.

ويقصد نائب رئيس المؤتمر المنتهي ولايته بذلك، أعضاء المجلس الرئاسي بينهم فايز السراج والأعضاء الآخرين في المؤتمر الذين وقعوا على الاتفاق مثل المخزوم، الذي قال عنه إن المؤتمر سوف يتخذ الإجراءات الرسمية لإقالته بسبب غيابه لأكثر من 20 جلسة.

خمس مبادئ

وأعلن كوبلر  – خلال المؤتمر الذي طرد منه – أنه اقترح خمس مبادئ حاكمة بشأن الاتفاق السياسي الذي وقعته الأطراف المشاركة في الحوار السياسي الليبي بمدينة الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر المنقضي.

وقال المبعوث الأممي خلال المؤتمر الذي عقده على هامش لقائه برئيس المؤتمر المنتهي ولايته نوري بوسهمين، إنه جاء إلى طرابلس لإقناع من لم يلتحقوا بالاتفاق السياسي ودعوتهم للالتحاق، مشددا على أن “الاتفاق يحظى بدعم المجتمع الدولي وهو نافذ”، بحسب وصفه .

واللافت للأمر هنا أن كلمة كوبلر حول أن الاتفاق يحظى بدعم المجتمع الدولي وهو نافذ  أثارت غضب زوبيه الذي قام بقطع المؤتمر الصحفي وطلب إيقاف هذا الاتفاق وطرد المبعوث ووفده، وأخبره أنه غير مرحب به .

وخلال نفس المؤتمر، ذكر المبعوث أن المباديء التي توجه طريق المضي قدما، هي أن الاتفاق السياسي الليبي هو الأساس، وتيسير بعثة الأمم المتحدة، وأن يكون الحل يشمل الجميع، وتوفير انتقال سلمي للسلطة، والملكية الليبية لأي عملية.

المؤتمر مرحب

وقال كوبلر في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنه أجرى محادثات صريحة مع بو سهمين وأعضاء المؤتمر في هذا اليوم الأول من السنة.

ووافق المبعوث في تغريدة أخرى كتبها على ما ذكره وفد المؤتمر عن مدينة سرت حيث كتب قائلا: أوافق على ما قاله وفد المؤتمر عن مدينة سرت أن المدينة تموت، موقف الأمم المتحدة هنا واضح: هذا الأمر يجب أن يتوقف حالاً، يجب إنقاذ سرت .

عودة البعثة لليبيا

ورحب كوبلر بوعود المسؤولين في حكومة طرابلس بشأن تسهيل عودة البعثة إلى العاصمة حيث قال: أرحب بما وعد به رئيس المؤتمر المنتهية ولايته بأنه سوف يسهل عودة البعثة إلى طرابلس يجب أن نعود إلى ليبيا، يجب أن نكون بين ومع الليبيين.

وفي سياق ليس ببعيد، وصل كوبلر أمس الخميس إلى مدينة شحات في شرق البلاد وعقد اجتماعات مع رئيس مجلس النواب “عقيلة صالح” وتبعه اجتماع مع أعيان ومشايخ الشرق الليبي، كما أنه أجرى اتصال هاتفي مع القائد العام لقوات الجيش الليبي الفريق أول الركن “خليفة حفتر ” .

وأكد كوبلر على هامش هذه اللقاءات والاجتماعات، أنه كان متشجعاً جداً لهذا اللقاء، مبيناً أنه تم الاتفاق خلال اللقاء مع صالح على خمسة مبادئ، وهي ضرورة بناء أي نقاش على الاتفاق السياسي الليبي الذي تم التوقيع عليه في الصخيرات، وأن تكون كل الجهود بتسيير الأمم المتحدة.

الانتقال السلمي

وبين كوبلر أن المبدأ الثالث هو أن العملية السياسية يجب أن تكون شاملة، ويجب أن نتجنب تهميش أي جزء من المجتمع، بما يضمن اشراك الجميع في هذه العملية، موضحا أن المبدأ الرابع هو مسألة الانتقال السلمي للسلطة إلى الحكومة الجديدة، وهي حكومة الوفاق المقترحة من بعثة الأمم المتحدة.

أما المبدأ الخامس – وفقا لكوبلر – هو أن تكون هذه العملية بقيادة ليبية، حيث شدد المبعوث على أنه والبعثة يمثلون المجتمع الدولي، وهم على استعداد – حسب تعبيره لتقديم المساعدة إذا طلب منهم ذلك.

القوات الخارجية متوقفة على موقف طلب الحكومة

وتحدث المبعوث الأممي “مارتن كوبلر” عن لقائه بالقائد العام للقوات المسلحة “خليفة حفتر”، ذاكرا أنهم اتفقوا على ضرورة أن يكون هناك جيش وطني يقود الحرب ضد الإرهاب وبالتحديد تنظيم “داعش” الإرهابي .

وبخصوص وجود القوات الخارجية لحماية هذه الحكومة تحدث كوبلر بأن هذا يتوقف على الحكومة الجديدة، وعلى موقفها في حال طلبت المساعدة أم لا، وأكد كوبلر أنه لا يجب أن يسبق المشاركون في الحوارات الليبية الخطوات الأولى، وهي تشكيل حكومة وفاق وطني، مشددا على أنه يجب أن تكون هناك حكومة ليبية، تقوم بعملها، وهذه الحكومة عليها أن تهتم بإيجاد حلول للترتيبات الأمنية، مؤكدا أن الحكومة إذ ما تم المصادقة عليها، وطلبت المساعدة فالبعثة مستعدة لتقديم المساعدة لها.

وفيما يتعلق بعملية تشكيل حكومة الوفاق وأخذ الثقة من مجلس النواب، قال المبعوث الأممي إن الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه في الصخيرات كان واضحاً، من تاريخ هذا التوقيع لدى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فترة ثلاثين يوماً لتشكيل الحكومة، وبعدها سيكون لمجلس النواب فترة عشرة أيام لمناقشة هذه الأسماء، والموافقة عليها أو عدم الموافقة، منوهاً أن هذه العملية ستكون ليبية ليبية، حسب تعبيره.

وذكر المبعوث الأممي أن جهودا كبيرة تبذل لتقديم المساعدة لهذه الحكومة، موضحاً أن عملية التوقيع على الاتفاق السياسي كان تتويجاً لعملية مفاوضات طويلة بين جميع الأطراف، حسب وصفه، مشددا على ضرورة أن تبدأ هذه الحكومة عملها وأنها ستقوم بمعالجة كل الخلافات والعراقيل بعد توفير الإمكانيات لها.

واعتبر كوبلر، أن التوقيع على الاتفاق السياسي بالصخيرات نافذ قانونياً، حتى وإن لم يجر التصويت عليها داخل مجلس النواب، حسب تعبيره، لافتاً إلى أن دور مجلس النواب محدد في المسودة الموقع عليها، وهو المصادقة على هذه الحكومة، وقد يوافق على التشكيلة أو لا يوافق، إضافة إلى دور الأمم المتحدة المذكور أيضا في المسودة، وهو المساعدة في التنمية والمسائل الأمنية في إطار مساند ومساعد فقط، حسب تعبير المبعوث الأممي.

تعهدات بعودة النازحين

وتعهد مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، ببذل كل الجهود الممكنة من أجل مساعدة النازحين داخل البلاد للعودة إلى منازلهم خلال عام 2016، مشدد على ضرورة عودة الأطفال إلى منازلهم ومدارسهم.

ونشر كوبلر عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر اليوم الجمعة، أتعهد أن ابذل كل الجهود لعودة النازحين داخلياً في ال-2016. يجب عودة جميع الأطفال النازحين إلى بيوتهم ومدارسهم .

وزار المبعوث الأممي إلى ليبيا، مخيما للنازحين من أهالي تاورغاء بمنطقة الفلاح بالعاصمة طرابلس، حيث شدد كوبلر خلال لقائه النازحين على ضرورة العمل على تحسين الوضع الأمني بشكل عاجل من أجل السماح للعائلات والأطفال بالعودة إلى منازلهم.

تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق السياسي الموقع من أطراف الحوار في الصخيرات ينص على منح الثقة للحكومة في مباشرة أعمالها من مجلس النواب بعد عودة النواب المقاطعين خلال 28 يومًا .

Exit mobile version