الجماعات الإسلامية في ليبيا…خلافات واشتباكات

أخبار ليبيا24- خاص
تغيرت معالم الحياة الاعتيادية في مدينة سرت مع سيطرة مايعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” المتطرف على معظم مؤسساتها الحكومية والتعليمية، ليتحول المشهد في المدينة إلى استعراض قوة للمتطرفين، يتجولون في شوارعها التي خلت من المارة.
وأصبح التنظيم يتجول بسيارات رباعية الدفع مسلحة في شوارع المدينة ليثبت وجوده وللمزيد من فرض السيطرة في إشارة لاستعداد التنظيم للقتال .
وبحسب تسريبات من داخل جماعة أنصار الشريعة بسرت هناك خلافات شرعية وجوهرية كبيرة بين ما يعرف تنظيم الدولة وتنظيم ما يعرف أنصار الشريعة الإرهابي بحسب قرار مجلس الأمن الدولي، مشيرين إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الفصائل المتشددة مساء الأحد بعد قيام قوات الجيش بإغلاق منافذ المدينة الشرقية والغريبة وتضييق الخناق على المليشيات الإرهابية براً وجواً وبحراً .

11005938_944698828876089_200447377_n

انضمام الفاروق
وذكرت مصادر أن كتيبة الفاروق إحدى أكبر الكتائب المسلحة التابعة لمدينة مصراتة أعلنت انضمامها مؤخراً وبايعت ما يعرف تنظيم الدولة في إمارة سرت .
وكان أحد زعماء تنظيم “داعش” بالمدينة ويدعى أبو محمد الفرجاني طالب مسلحي مدينة مصراتة بـ”إعلان توبتهم ورجوعهم إلى الله والمبادرة بمبايعة من يطلقون عليه أمير المؤمنين أبوبكر البغدادي.
وتوعد الفرجاني في فيديو تداولته صفحات التواصل الاجتماعي مَنْ وصفهم بجيش الصحوات وأبناء الصليب بالذبح قصاصاً شرعياً، متوعدا – خلال كلمته – كل من يقف في طريق انتشار ما وصفها بـ”دولة الإسلام”، بالتفجيرات والسيارات المفخخة والقتل والذبح.
بن حميد وبوسدرة
وتفيد أنباء غير مؤكدة أن قياديين إسلاميين، من بينهم محمد أبوسدرة ووسام بن حميد، موجودون بمدينة سرت منذ يوم الأحد لبذل جهود للمصالحة بين ميليشيات الدروع التابعة لمدينة مصراتة وجماعات داعش بالمدينة.
وشهدت مدينة سرت عمليات نزوح كبيرة، خاصة الحي رقم “1” وغالبيتهم أصولهم من مدينة مصراتة وتركوا منازلهم ومحالهم التجارية وكل ممتلكاتهم ورائهم بسبب تردي الوضع الأمني فيها على خلفية احتقان الأوضاع بين تنظيم داعش الذي يحكم سيطرته على المدينة منذ أكثر من أسبوع، وبين ميليشيات مصراتة التي حشدت قواتها لتحاصر المدينة من جهة الشرق والغرب .

11026689_944698882209417_1302077969_n

وأكد مصدر مطلع لـ”أخبار ليبيا 24″ أن داعش يستعرض بشكل شبه يومي قواته داخل المدينة، ويحث الأهالي من خلال الإذاعة المحلية للمدينة على “أداء الواجب الشرعي” للالتحاق بالمجاهدين من “أجل إعلاء كلمة الله” و”تأسيس دولة الإسلام”.
وأضاف أن مسلحي مايعرف بالدولة الإسلامية فجروا أمس الإثنين مبنى حكومي من ثلاثة طوابق مُخصّص للتسجيل العقاري ومصلحة أملاك الدولة والتخطيط العمراني بسرت، بواسطة عبوة ناسفة مسفراً عن وقوع أضرار مادية داخل المقر في الأرشيف والمكاتب الإدارية.
انسحاب قوات داعش لسرت
وأشار المصدر إلى أن كافة المليشيات المنتشرة في المناطق القريبة من سرت انسحبت داخل المدينة بعد الضغط عليهم من قبل مليشيات مايعرف بفجر ليبيا من الجهة الغربية وقوات الجيش من الجهة الشرقية .
هذا وقد انسحب رتل مكون من 60 سيارة عسكرية ذلت الدفع الرباعي ومجهزة بالأسلحة من منطقة النوفلية المحاذية شرقًا لسرت لأن المنطقة مفتوحة ويسهل على الطيران الحربي وقوات المدفعية استهداف هذا التجمعات الإرهابية .
تجدر الإشارة إلى أن المجموعات المسلحة تحاول التقدم حول الحقول النفطية للسيطرة عليها وتصدير النفط والغاز لحسابها الشخصي، وتسيطر المليشيات داخل سرت على أغلب المنشآت الحيوية في المدينة مثل مبنى الإذاعة الرئيسي ومجمع قاعات واغادوغو ومبنى الجوازات والجنسية، ومبنى الجامعة.
عائلات القياديين
وأكد المصدر لـ”أخبار ليبيا 24″ أن هناك عائلات لقياديين بالتنظيم من مدينة بنغازي وبعض المناطق الأخرى تسكن بفندق المهاري بوسط المدينة، فضلاً عن عائلات في فندق المدينة وبعض العائلات متواجدة في قصور الضيافة، مشيرين إلى أن هناك حراسة مشددة من قبل مايعرف جنود الخلافة .
وذكر الشهود أن قائد تنظيم مايعرف أنصار الشريعة في سرت هو المدعو “على كيوي” وهو صهر قائد درع ليبيا “1” “وسام بن حميد”، وهو يحمل مؤهل علمي ثانوي وكان من ضمن المقاتلين في دولة العراق .

150

تنبيه للمسيحيين
وتابع المصدر نفسه أن تنظيم أنصار الشريعة سرت طالب أبناء الجلية المصرية من الطائفة القبطية والمسيحية بمغادرة المدينة على الفور حتي لا يعرضوا انفسهم للخطر .
وذكر أن هناك الكثير من العمالة المصرية بالمدينة من الديانة المسلمة والتي تترد على مسجد السبعة، وقاموا بإبلاغهم على ضرورة مغادرة الطائفة المسيحية للمدينة على الفور وإلا سيقعون بين يدي تنظيم الدولة .
وأشار إلى أن الطائفة المسيحية تعاني حصاراً خانقا داخل المدينة فلا يمكنهم التحرك داخل المدينة نظراً لتمركز مليشيات داعش داخل المدينة فضلاً عن محاصرة المدينة من الجهة الغربية من قبل مليشيات مايعرف “فجر ليبيا” ومن الجهة الشرقية مغلقة نظراً للاشتباكات الدائرة بين قوات الجيش ومليشيات “الشروق”، إضافة إلى هذه الطوائف لا يمكنها الخروج عن طريق البحر لأن سلاح الجو الليبي توعد باستهداف أي قطعة بحرية تخرج من سرت خوفاً من نقل مقاتلين وذخائر لبنغازي.
توقع اشتباكات مباشرة
وقال المصدر إنه إلى هذه اللحظة لم تقع اشتباكات مباشرة بين مليشيات أنصار الشرعية وتنظيم داعش، مشيرا إلى أن الوضع محتدم بين الطرفين ومن المتوقع نشوب اشتباكات في أية لحظة .

وذكر المصدر أن اجتماعات عقدت بين أعيان ومشائخ مدينة سرت وقادة مايعرف بقوات فجر ليبيا في وقت سابق لبحث الطريقة السليمة لإخراج هذه الجماعات الإسلامية من المدينة والتي باتت تهدد استقرار مدينة سرت، وتهدد بمهاجمه مصراتة غرباً .
وأوضح أن بعض أطراف الاجتماع من مشائخ القبائل قبلت بالانضمام لفجر ليبيا وبعض المشائخ رفضت ذلك، وطالبت المليشيات بعدم تكرار سيناريو بنغازي وإحداث حرب داخل المدينة وتهجير الأهالي وتدمير المنازل، إضافة إلى أن هناك مساعٍ تبذل حاليا لإقناع المسلحين بالخروج من سرت والعودة إلى مقرهم في منطقة النوفلية .
وأضاف المصدر إن كافة أفراد التنظيم ملثمين ولم نتعرف على أحد منهماً، مشيراً إلى أن 80 % من الليبيين والباقي من جنسيات مختلفة .
وأشار إلى أن هذه الجماعات دورها في داخل المدينة ما زال مقتصرا على ممارسة دور الشرطة المعروف لديهم “الحسبة” حيث أقامت بعض المجموعات المسلحة حواجز لتوقيف السيارات.
وكان التنظيم أعدم الأسبوع الماضي 21 مصريا قبطيا اعتقلهم في المدينة، ما أثار حفيظة واستنكار المجتمع الدولي ودفع السلطات المصرية إلى شن غارات جوية بالتعاون مع سلاح الجو الليبي.
اشتباكات درنة
وفي شرق ليبيا، في مدينة درنة وقعت الأحد اشتباكات مسلحة بين الفصائل المتشددة على خلفية هجوم كتيبة ما يعرف شهداء بوسليم التابعة لـ”أنصار الشريعة” والرافضة لمبايعة زعيم داعش بالهجوم على ما يعرف بمبني “الحسبة” في المدينة.
وأصبحت الفصائل الإسلامية المتشددة في درنة تعاني الحصار بعد إغلاق كافة منافذ المدينة من الجهة الشرقية والغربية من قبل قوات الجيش، فضلاً عن استهداف الطيران الحربي للمواقع التابعة لكافة الفصائل المتشددة دون تحديد .

Exit mobile version